في إطار جهودها لترسيخ استدامة تنافسية الدولة ومكانتها الريادية بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين لتعزيز جودة الحياة وصحة أفراد المجتمع، تستضيف دولة الإمارات العربية المتحدة، خلال الفترة بين 29 يناير و01 فبراير 2024، معرض ومؤتمر «الصحة العربي 2024» الذي انطلق أمس الاثنين بدبي، في دورته الـ 49، وهو يُمثّل أكبر حدث لقطاع الرعاية الصحية في منطقة الشرق الأوسط.
ومما لا شك فيه أن الدعم الكبير الذي يحظى به هذا الحدث الصحي الرائد من قِبل وزارة الصحة ووقاية المجتمع، وحكومة دبي، وهيئة الصحة بدبي، ودائرة الصحة بأبوظبي، ومؤسَّسة الإمارات للخدمات الصحية، وسُلطة مدينة دبي الطبية، شاهدٌ على الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة الرشيدة لدولة الإمارات، ممثلة في صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بسلامة المجتمع ورعايته الصحية.
وحِرصاً منها على أهمية دورها في تعزيز قطاعات الخدمات الصحية، تُطلق دولة الإمارات في هذه الدورة من مؤتمر الصحة العربي حزمةً من المشروعات الرائدة والخدمات المبتكرة ضمن منصّة وطنية موحدة، تحت شعار «صحة الإمارات»، والتي تُجسِّد رؤيتها في تطوير القطاع الصحي بشكلٍ شاملٍ ومتكاملٍ، بما يُسهم في إرساء منظومة صحية رائدة عالمياً لمجتمعٍ صحّي يتمتع بعمرٍ مديد.
وفي الواقع، فإن دولة الإمارات ومنذ تأسيسها على يد القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، قد داومت على بذل الجهود الحثيثة لتعزيز برامج الوقاية والصحة العامة لأبناء المجتمع كافة، من خلال تبني أحدث الأنظمة والحلول التقنية، مؤكِّدةً على التزاماتها وتطلُّعاتها في هذا الصدد، وهو ما يبرز على سبيل المثال لا الحصر من خلال «رؤية نحن الإمارات 2031» التي تُولي اهتماماً كبيراً لترسيخ الاستدامة الصحية وتعزيز ركائز جودة الحياة، من خلال حوكمة منظومة صحية وقائية وعلاجية متكاملة، عبر تطوير سياسات وتشريعات وإدارة برامج صحية، لضمان تقديم خدمات استباقية مترابطة ومبتكرة قائمة على بيانات رقمية وكفاءات متخصِّصة ومؤهَّلة وفق أفضل الممارسات والمعايير العالمية.
وتأتي استضافة دولة الإمارات المؤتمرات الخاصة بالصحة، ومنها مؤتمر الصحة العربي، بما يتوافق ومساعيها لتعزيز مكانتها شريكاً عالمياً، ومركزاً اقتصادياً جذاباً ومؤثِّراً، بالإضافة إلى إبراز النموذج الصحي الناجح للدولة، والفُرص التي توفرها لكافة الشركاء العالميين والإقليميين.
ويؤكّد معالي عبدالرحمن بن محمد العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع، أن استدامة تنافُسية الدولة ومكانتها الريادية، التي ترتكز على الرؤية الاستشرافية لقيادتنا الرشيدة في المجال الصحي، تُمثّل هدفاً استراتيجياً محورياً، يحرص القطاع الصحي على ترسيخه، بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين، لتعزيز جودة الحياة وصحة أفراد المجتمع، حيث حقَّقت الدولة نجاحاً مشهوداً لها دولياً، مستندةً إلى بنية تحتية صحية متطورة، وتشريعات مرنة وكوادر مؤهَّلة ومدرَّبة.
وتستمد الدورة الجديدة لمؤتمر الصحة العربي، التي تُعقد تحت شعار «صحة الإمارات»، أهميتها من عوامل عدة، في مقدمتها مشاركة أكثر من 3450 جهة عارضة من 180 دولة، إلى جانب عددٍ كبير من الشخصيات المؤثِّرة في قطاع الرعاية الصحية والجهات الحكومية، ومديري المستشفيات والعيادات، والأطباء، والممرضين، وخبراء التكنولوجيا والمستثمرين. ويستقطب المعرض أحدث الابتكارات الطبية من تقنيات الذكاء الاصطناعي وغيرها، ما يعزز مكانة الإمارات في هذا المجال الحيوي بمنطقة الشرق الأوسط والعالم. ويُناقش المؤتمر المُرافق للمعرض العديد من الموضوعات المتعلّقة بمرض السكري وطب الطوارئ والرعاية الحرجة ومكافحة العدوى وإدارة الجودة.
إن تصميم دولة الإمارات على رعاية المشروعات العالمية والفعاليات الرائدة في المجال الصحي، لهو دليلٌ ساطع على اهتمامها بالإنسان الذي يمثل الركيزة الأساسية لعملية التنمية وهو هدفها في الوقت نفسه، كما يعكس هذا التصميم طموح الإمارات وعزيمتها القوية على المضي قُدماً في تحقيق الإنجازات التي تؤدّي دوراً محورياً في دعم الاقتصاد الوطني.

*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية