تحت جنح الظلام وفي شتاء يزداد برودة، ينتظر طالبو اللجوء من غواتيمالا والمكسيك دوريات في منطقة ساسابي الحدودية بولاية أريزونا، كي يتسنى لهم دخول الولايات المتحدة الأميركية. وفي عام يتأهب فيه الأميركيون للانتخابات الرئاسية يزداد السجال حول مسألة الهجرة واللجوء، ويضع كثيرون سياسات الإدارة الأميركية الراهنة طوال السنوات الثلاث الأخيرة تحت المجهر، وبعضهم يتحدث عن فشل هذه السياسات. 

في اليوم الأول للرئيس جو بايدن في منصبه، أوقف مؤقتًا جميع عمليات ترحيل اللاجئين تقريبًا. وتعهد بإنهاء الممارسات القاسية التي انتهجتها إدارة ترامب، وبدا متعاطفاً مع الراغبين في القدوم إلى الولايات المتحدة وفي الوقت نفسه سعى لتأمين الحدود الجنوبية. وبدت المسألة كما لو أن الإدارة الأميركية تريد الظهور كـ«دولة إنسانية». مع مرور الوقت انتشرت الفوضى على الحدود. 
لكن تلك الوعود المبكرة تم وضعها جانبًا إلى حد كبير مع انتشار الفوضى على الحدود ووصل عدد الأشخاص الذين يعبرون إلى الولايات المتحدة إلى مستويات قياسية، أي أكثر من ضعف ما كان عليه في سنوات ترامب. ولا يزال نظام اللجوء معطلاً تماماً.
يوم الجمعة الماضي وفي تحول دراماتيكي عن تلك الأيام الأولى، ناشد الرئيس الكونجرس أن يمنحه سلطة إغلاق الحدود حتى يتمكن من احتواء واحدة من أكبر موجات الهجرة غير الخاضعة للرقابة في التاريخ الأميركي.
وحسب تقرير نشرته «نيويورك تايمز»، فإن بعض الظروف التي خلقت الأزمة هي خارجة عن سيطرة بايدن، مثل توترات فنزويلا، وزيادة الهجرة حول العالم، وعناد «الجمهوريين»، الذين حاولوا إحباط جهوده لمعالجة المشاكل. لقد رفض «الجمهوريون» توفير الموارد المالية لحل المعضلة، وعرقلوا الجهود المبذولة لتحديث القوانين الخاصة بها ، وتحدوا علنًا المسؤولين الفيدراليين المكلفين بالحفاظ على الأمن والنظام على طول الحدود التي يبلغ طولها 2000 ميل. (الصورة من خدمة نيويورك تايمز)