تشتهر مدينة رافينا، على ساحل البحر الأدرياتيكي في إيطاليا، بكنائسها القديمة وبقبر دانتي (شاعر القرن الرابع عشر)، كما تعد موطناً للعديد من الصناعات مثل الصلب والأسمدة، مما يؤثر على جاذبيتها للسياح الذين يساعدون في الحفاظ على اقتصاد المنطقة، لكن هذه الصناعات توظف عشرات الآلاف من الأشخاص. وعلاوة على الضغوط التنظيمية الأخرى المتزايدة التي تتعرض لها الصناعات في أوروبا عامةً للحد من الغازات المسببة للاحتباس الحراري، فإن السؤال الآن هو: كيف تسهم رافينا في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من دون أن تدمر صناعاتِها؟ الحل ربما تقدمه شركة الطاقة الإيطالية العملاقة «إيني» التي تملك وجوداً كبيراً في رافينا، وذلك من خلال خطة يأمل مسؤولو المدينة أن تساعد في الحفاظ على الصناعات الثقيلة فيها مع الحد من التلوث. وفي التفاصيل أن الشركة تقترح إنشاء شبكة من الأنابيب لإزالة ثاني أكسيد الكربون من المواقع الصناعية وتخزينه في مكامن الغاز الطبيعي القديمة. ويعد هذا الأسلوب، والمعروف باسم احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه، بمثابة خط أعمال جديد واعد من شأنه أن يساعد في التحول إلى أنشطة صناعية أقل تلويثاً للجو. وتعمل «إيني» على خطط مماثلة في أماكن أخرى من أوروبا، لا سيما في بريطانيا، حيث توفر العديد من حقول النفط والغاز المستنفدة إمكانات كبيرة للتخزين، علاوة على مشاريع أخرى لتخزين الكربون في عدة أنحاء من العالم، بما فيها الولايات المتحدة وإيطاليا نفسها.. والهدف هو تقليل الانبعاثات الناتجة عن إنتاج النفط والغاز وباقي الصناعات الأخرى. وفي هذه الصورة يقوم الفنيون بضبط معدات احتجاز الكربون الجديدة في مركز معالجة الغاز التابع لـ«إيني» في رافينا، والذي يتوقع أن يصبح مركز تخزين ثاني أكسيد الكربون المرجعي لمنطقة جنوب أوروبا والبحر الأبيض المتوسط ككل. وكما يرى السكان المحليون والنشطاء البيئيون أهميةً مستقبليةً كبيرة لمثل هذه المشاريع في الحد من أخطار التغير المناخي وفي الحفاظ على الوظائف والأنشطة الاقتصادية، تتوقع «إيني» أرباحاً مستقبلية مِن مشاريعها الجديدة الرامية إلى احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه.. في تقارب نادر من نوعه بين وجهات نظر الأطراف المختلفة في هذا المجال. (الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)