ملايين الأشخاص في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك بدؤوا الاستعدادَ منذ عدة أيام لمراقبة سماء أمس الاثنين، بغية رؤية كسوف كلي توقعه العلماء الفلكيون، وحددوا موعده بالدقيقة والثانية، حيث عبَر القمر من أمام الشمس وحجب ضوءها لبضع لحظات، ما خلق تجربة فلكية لن تكون متاحةً مرة أخرى للأشخاص في أميركا الشمالية لعقود قادمة من الزمن.
وفي هذه الصورة نرى نظاراتِ الكسوف داخل أحد المتاجر الشهيرة في مدينة كلاريون بولاية بنسلفانيا الأميركية، السبت الماضي، حيث بدأ هواة متابعة الظواهر الفلكية الاستعدادَ لكسوف الشمس، والذي قد يحدث لمرة واحدة في عمر الغالبية ممن تابعوه أمس.
ويمتد مسار الكسوف الكلي للشمس، وهو الامتداد الذي يحجب فيه القمر الشمس بالكامل، من ساحل المكسيك على المحيط الهادئ إلى أطراف المحيط الأطلسي في كندا، مروراً بعشرات المدن الكبرى، حيث تستعد السلطات لتدفق الزوار المتلهفين لمتابعة «الحدث المذهل». وفي نيويورك، حثت اللافتات على طول طريق Thruway المسافرينَ على «الوصول مبكراً»، والاستعداد للبقاء حتى «وقت متأخر»، تجنباً لاختناقات مرورية حتمية ستسد الطرق، من وإلى مناطق المشاهدة الرئيسة على طول مسار الكسوف. وبالقرب من شلالات نياجرا، التي تقع في طريق، كانت العبارة المتكررة على اللافتات الإلكترونية للطريق هي: «تأخير متوقع».
ويعد هذا أول كسوف كلي للشمس يمكن رؤيته من داخل أراضي الولايات المتحدة منذ عام 2017، ولن يكون هناك كسوف كلي آخر مرئي فيها قبل عام 2044، وذلك وفقاً لما أعلنته مراكز البحث الفلكي. وكان نحو 154 مليون أميركي قد شاهدوا كسوف عام 2017، أما كسوف أمس الاثنين فشاهده من الأميركيين ضعفُ ذلك الرقم. وقد توقع خبراءُ الأرصاد الجوية الوطنية الأميركية، صباح الأحد، أن يكون الجو صحواً، مما يتيح لكل الذين يوجدون على طول مسار الكسوف فرصةَ رؤيته. (الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)