تُنظم حدائقُ نيويورك في منطقة برونكس بولاية نيويورك الأميركية معرضَها السنوي للاحتفال بزهرة الأوركيد، والذي يستمر من نهاية شهر مارس المنصرم وحتى يوم الحادي والعشرين من شهر أبريل الجاري. ويشهد المعرضُ فعالياتٍ فنيةً وثقافيةً وترفيهيةً متنوعة، ويستقبل حشوداً من الزوار الذين يستلهم بعضُهم الزهورَ الاستوائية عند اختيار ملابسه. 

وزهرة الأوركيد فصيلة نباتية من طائفة أحاديات الفلقة التي تتميز بتركيب أزهارها الخاص، ويعود ظهورها إلى 120 مليون سنة خلت، حيث يُعتقد أنها عاصرت أزماناً غطت فيها الغاباتُ الكثيفةُ محيطَ الكرة الأرضية وعاشت خلالها الديناصورات العملاقة، حتى تغيرت الأجواء المناخية وتوالت العصور، ومع ذلك فقد واصلت زهور الأوركيد ازدهارَها، حتى باتت الآن أكثر الفصائل النباتية تنوعاً، إذ تضم 880 جنساً وتشتمل أكثر من 22 ألف نوع. والميزة الأخرى لزهور الأوركيد أنها تنمو في معظم البيئات وتتحمل مختلف الأجواء وأنواع المناخ وتستطيع التعايش معها.. ولهذا السبب فهي واحدة من أكثر الأصناف النباتية نمواً وتنوعاً في العالم. وقد اجتذب معرضُها في حدائق نيويورك قطاعات واسعة من سكان المدينة، بما فيهم أولئك الذين يملكون هوايةَ زراعة النباتات وأولئك الذين يميلون إلى قتلها، ومعظمهم استلهم من الزهور عند ارتداء ملابسه التي أخذت أنماط الأزهار وألوان الورد والبنفسج والأزهار الصناعية. وكان المحور الرئيس لأنشطة المعرض لهذا العام تحت عنوان «الأزهار في الموضة»، وقد تمت معالجته كجزء من مشهد بستاني ضمن فعاليات خاصة بعرض الأزياء، حيث أسهمت بساتين الفاكهة من جميع أنحاء العالم ضمن مجموعات متقنة أنشأها ثلاثةٌ من كبار مصممي الأزياء باستخدام النباتات الحية.
ويشارك في هذه الفعاليات نشطاءٌ يزينون قبعاتِهم بالزهور ويتجولون في أقسام المعرض، وهم أصلاً مهتمون بالتصوير الفوتوغرافي وبالألوان والموضة والأزياء والمساحات الخضراء.. كوسيلة للترويح والترفيه وتنمية الروح الإيجابية بالاعتماد على أنشطة يتقدمها الاعتناء بالنباتات. وبينما يغني بعض النشطاء المشاركين لزهرة الأوركيد، فهناك بعض آخر يتطوع لمساعدة الزوار في اختيار الزهور التي تناسبهم، إذ تتزايد أعداد الذين يحاولون استلهامَ الزهور الاستوائية في حياتهم اليومية، لا سيما عند ارتداء ملابسهم أو تصميم مساكنهم. (الصوة من خدمة «نيويورك تايمز»)