تغادر هذه العبّارة في رحلة بحرية مدتها 10 دقائق فقط، باتجاه وسط مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا الأميركية، في إطار عودة الأميركيين إلى استخدام وسائل النقل البحري، بعد الجمود الذي أصاب نشاطَ هذا القطاع خلال فترة وباء كورونا. وقد أدى العمل عن بُعد إلى إعادة تشكيل الطريقة التي يعيش بها الناس ويتنقلون، وها قد أصبح الأميركيون يلجؤون أكثر من السابق إلى استخدام الممرات المائية، ليس فقط كجزء من تنقلاتهم ولكن أيضاً كجزء من حياتهم اليومية. وتشهد المدنُ الساحلية بصفة خاصة انتعاشاً ملحوظاً في عدد ركاب العبارات بعد انخفاضه خلال الوباء، فيما يعود الاهتمام المتزايد بالعبور المائي إلى التطور الذي شهدته خدمات العبارات والجهود الرامية لتوسيع الواجهات والأرصفة البحرية.
ويأتي ازدهار العبارات في أميركا في الوقت الذي تحاول فيه البلدياتُ معالجةَ مجموعة متنوعة من التحديات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، بينما تتطلع بعض أكبر المدن في البلاد إلى النقل المائي لتسهيل حركة المرور وربط المجتمعات المحلية وتحقيق أهداف التنمية السكنية والتجارية. وكانت إدارة النقل الفيدرالية الأميركية قد أعلنت في العام الماضي عن مِنح يبلغ مجموعها 220.2 مليون دولار لأنظمة العبّارات. وإلى جانب ذلك فقد بدأت الحكوماتُ المحليةُ تقدِّم حوافزَ ضريبية لإعادة تطوير المناطق الصناعية وتمكينها من خدمات التنقل البحري.
وفي الصيف الماضي، أعاد نظامُ عباراتِ ولاية واشنطن فتحَ محطة العبارات الرئيسية في سياتل، بعد عملية تجديد بلغت تكلفتُها الإجمالية 467 مليون دولار، حيث تعكف المدينة على القيام بتطوير واجهتها البحرية من جديد مما سيعيد ربط وسط المدينة بأطرافها السكنية والصناعية على حد سواء.
وتحتوي المحطة التي تسمى «كولمان دوك» على مساحة عامة تسمح بتحرك بائعي التجزئة والمواد الغذائية، كما تضم ساحاتٍ خارجيةً وموقعاً لشحن العبّارات الكهربائية، حيث تضع وكالة العبارات ضمن أهدافها إنشاء أسطول كهربائي خالي من الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2050.
وبشكل عام، فإن المحطات الجديدة والطرق الإضافية والأرصفة البحرية قيد الإنشاء، علاوةً على تزايد القوارب الكهربائية الأسرع والأصغر حجماً.. كل ذلك يصنع عصراً جديداً من تنمية النقل البحري. (الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)