مجسم لقصر تقليدي مرمم ضمن جناح «نيجيريا المتخيلة» الذي يستضيفه بينالي البندقية في إيطاليا خلال دورته الحالية، والذي يعد أهم حدث فني من نوعه في العالم. ويمثل جناح «نيجيريا المتخيلة» أحد أكثر العروض الأفريقية على الإطلاق جاذبيةً وطموحاً وإبهاراً في بينالي البندقية لهذا العام. وقد أشرف على تصميم أحد مكوناته الرئيسية، وهو مجسم القصر النيجيري التقليدي المرمم، الفنان بريشوس أوكيمون المقيم في حي بروكلين بمدينة نيويورك الأميركية، والذي عاش في لاغوس عندما كان طفلاً ولا يزال يزورها بشكل متكرر، ويقلقه الصخب الذي يمثل مصدر معاناة لسكانها، حيث أجرى في يناير الماضي مقابلات مع 60 شخصاً من سكان المدينة، طرح خلالها عليهم أسئلةً غير معتادة، من قبيل: «من المسؤول عن معاناة والدتك؟».
تضم واجهة القصر التقليدي المرمم نوافذَ وشرفات وزخارف وأعمدة ورسوماً، ويستند هيكله إلى إطار فولاذي تم تشييده في فناء يشبه برج الراديو، وجرى تزيينه بالأجراس وأشجار الكروم الزاحفة. وتقوم أجهزة استشعار الحركة المثبتة على البرج بتشغيل الموسيقى التصويرية، والتي يتم تشغيلها انطلاقاً من الفناء، وأيضاً عبر الإنترنت، ليتمكن أي شخص داخل القصر من سماعها. وتمتزج مع الموسيقى قصائدٌ لأوكيمون ومقاطع من المقابلات التي أجراها مع أشخاص متنوعين من سكان لاغوس، بينهم فنانون وطباخون وباعة متجولون وموظفون حكوميون وربات بيوت وغرباء بلا مأوى.. إلخ. ويعتقد أوكيمون أن بعض الإجابات وردود الفعل الأولية الحذرة على أسئلته الاثني عشر، والتي اقتبس بعضَها من شعراء آخرين ومزجها بمقطوعات موسيقية، كانت نوعاً من التحدث بألسنة المدينة ونقراً على منطقة اللاوعي فيها. 

وأوكيمون هو أحد الفنانين والشعراء ممن سبق لهم أن شاركوا في بعض الدورات السابقة لبينالي البندقية، لكنه يقدم في هذه المرة تركيباً كبيراً وجاذباً لأنظار النقاد الفنيين. وهو واحد من ثمانية فنانين مشهورين يمثلون نيجيريا في ثاني جناح تشارك به في بينالي البندقية، إذ كانت مشاركتها الأولى في عام 2022، لكن جناحَها الحالي واحد من أكثر العروض الأفريقية في تاريخ بينالي البندقية من حيث المفهوم والحجم والقدرة على تقديم «نيجيريا المتخيلة». (الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)