بين عامي 2011 و2017، أظهرت استطلاعات أجراها مركز «بيو» نتائج متشابهة. فقد ذكر الناخبون الديمقراطيون أنه يروقهم المسؤولون المنتخبون الذين يصنعون حلولاً وسطاً مع الخصوم، بينما ذكر الناخبون الجمهوريون أنهم يفضلون المسؤولين الذين لا يتوصلون إلى حلول وسط مع الخصوم. وفي ظل هذه التوجهات، دشن جوزيف بايدن، نائب الرئيس السابق، حملته الانتخابية مؤخراً بنداء إلى الديمقراطيين، قال فيه «إننا في معركة من أجل روح هذه الأمة»، وحدد زمناً سياسياً لما قبل ترامب وما بعده. فقد كانت أميركا قبل ترامب بلاد الأخلاق الحميدة، أما بعد انتخابه فأصبح أكبر منصب في البلاد يصف النازيين بأنهم «أشخاص لطفاء للغاية». وحذر بايدن من أنه إذا أعيد انتخاب ترامب «فسيغير شخصية هذه الأمة جوهرياً وإلى الأبد».
ومن المريح أن نصدق أسطورة أن ترامب بمفرده انحدر بمستوى الأمة، وأنه عليها أن تنجو من هجومه المتواصل على القوانين الديمقراطية والأعراف والثقافة!
لكن مسار الأحداث غير مريح البتة، وبايدن يفهم هذا. فقد كان الرجل في البيت الأبيض حين قرر الجمهوريون أنهم يفضلون كساداً كبيراً ثانياً على تدخل اقتصادي ناجح من الرئيس أوباما. وكان بايدن هناك حين حاك الجمهوريون فضائح بلا أساس لتحقيق غايات حزبية خالصة. وكان بايدن موجوداً حين قرر ميتش مكونيل، زعيم الجمهوريين بمجلس الشيوخ، أنه يجب ألا يختار قضاة المحكمة العليا إلا الرؤساء الجمهوريون. وعلى امتداد الطريق من نيوت جينجريتش إلى السباق بين بوش الابن وآل جور، ومن مزاعم أن أوباما لم يولد في أميركا إلى البرامج العنصرية في شبكة فوكس نيوز.. توصل الحزب الجمهوري إلى أن البلاد تتحرك بسرعة أكبر مما يجب.
إن أعظم تحدٍ للساحة الرئاسية الديمقراطية ليس اختيار برنامج ميديكير للجميع أو للبعض، بل كيفية رسم طريق قومي لرأب الصدع في أمة ممزقة.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»