«جائزة أبوظبي» التي تم إطلاقها في عام 2005، وتقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، لتكريم أصحاب العطاءات والإنجازات المجردة لخدمة المجتمع، تجسد في جوهرها التقدير الكبير لقيم العمل والعطاء والتفاني، باعتبارها منظومة القيم الإيجابية التي تمثل ركيزة التنمية والتطور في أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة بوجه عام. لقد أعلنت اللجنة المنظمة للجائزة مؤخراً، فتح باب الترشيح للدورة العاشرة للجائزة أمام جميع من أسهموا بأعمالهم الخيرة، وقدموا إسهامات إيجابية وخصصوا وقتهم وجهدهم لخدمة مجتمع إمارة أبوظبي في مجالات عدة، عادت بالنفع على الإمارة، وذلك بغض النظر عن أعمارهم أو نوعهم الاجتماعي أو جنسيتهم أو مكان إقامتهم، وهذا إنما يعبر عن الفلسفة العميقة التي تنطلق منها هذه الجائزة، والقيم التي تسعى إلى ترسيخها بين أفراد المجتمع، فالشرط الأساسي للترشح لهذه الجائزة هو العمل بجد وإخلاص والمشاركة بفاعلية وإيجابية في نهضة أبوظبي، وهذا خير تكريم لمن يخلص في عمله ويتفانى فيه. فالإمارات لا تعرف تفرقة في تقدير العطاء ولا تنظر إلى الإنسان إلا من خلال منظور إنساني يعلي من شأن قيمة العمل ويوفي المجدّين حقوقهم، ويختص بالتكريم من يسهمون في بناء الوطن وتحقيق نهضته. إن المعايير التي تستند إليها هذه الجائزة ترسخ منظومة القيم الإيجابية في المجتمع، فاختيار الفائزين بها لا يأتي بناءً على عدد الترشيحات التي يتلقونها، وإنما يتم اختيار المكرمين بناءً على جدارة إنجازاتهم. وفي الوقت ذاته، فإن هذه الجائزة تؤصل قيمة المساواة في المجتمع، وليس أدل على ذلك من أن قائمة المرشحين لها والفائزين بها في الدورات السابقة، ضمت مواطنين ومقيمين من جنسيات مختلفة، فقد كرّمت الجائزة منذ انطلاقتها 80 شخصية من 16 جنسية مختلفة تركت أثراً إيجابياً في مجتمع الإمارة، في العديد من المجالات كالبحث الطبي، وخدمة الوطن بتفانٍ، والإغاثة الإنسانية في الخارج، والحفاظ على البيئة، وتوثيق تاريخ وثقافة دولة الإمارات وإمارة أبوظبي. ولعل أهم ما يميز الدورة العاشرة لجائزة أبوظبي التي ستستقبل المرشحين لها حتى نهاية ديسمبر من العام الجاري 2019، أنها تستهدف بالأساس تفعيل مبادرات عمل الخير في مختلف أنحاء الإمارة، وذلك من خلال تسليط الضوء على مبادرات الخير لأفراد المجتمع، وتوضيح أثرها في إلهام الآخرين، كما ستستضيف سلسلة من الفعاليات والمبادرات المهمة التي من شأنها تعزيز التنمية المجتمعية والمسؤولية الاجتماعية والوعي البيئي.
جائزة أبوظبي التي تأسست عام 2005 بناءً على توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وانطلاقاً من حرص سموه على المضي على نهج المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الذي رسخ مبادئ الجود والعطاء في نفوس أبناء الوطن، تعكس حرص القيادة الرشيدة على تكريم أصحاب الإنجازات والأعمال الجليلة، لأنها تؤمن أن انتشار ثقافة التقدير والتكريم، وما يرتبط بها من تنافس شريف سواء بين الأفراد أو بين المؤسسات المختلفة، تصب في خدمة المجتمع، كما تؤكد هذه الجائزة أيضاً، أن مسيرة التنمية والتطور التي تشهدها أبوظبي والإمارات بوجه عام، هي نتاج لثقافة العمل والعطاء والإنجاز المتجذرة بين أفراد المجتمع، مواطنين ومقيمين، من الذين يشعرون بالولاء والانتماء إلى الوطن، الذي لا يبخل عليهم بأي شيء، ويعمل دوماً من أجل إسعادهم وتوفير مقومات الحياة الكريمة لهم.
وحينما تنتشر قيم العمل والعطاء والإنجاز في أي دولة، فإن ذلك يكون دليلاً على أنها تمتلك الأساس القوي للتقدم والرقي والتطور المستمر، وهذا ما يميز دولة الإمارات العربية المتحدة، التي نجحت قيادتها الرشيدة في غرس منظومة هذه القيم، لتحتل الصدارة في سلم أولويات المجتمع، وهذه حقيقة راسخة، يؤكدها ما وصلت إليه الدولة من نهضة وتطور في مختلف المجالات، حتى باتت نموذجاً ناجحاً في التنمية والبناء والاستقرار، وهذا ما انعكس بشكل واضح في المراتب المتقدمة التي حصلت عليها دولة الإمارات في التقارير الصادرة عن مؤسسات دولية متخصصة في مجالات التنمية البشرية ومؤشرات الأمن والسعادة والرضا العام.
عن «نشرة أخبار» الساعة الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية