بدأ العد التنازلي بالعشر الأواخر من رمضان وها أنت راحل أيها الضيف العزيز. وما هي إلا أيام معدودة وتغادرنا ويحدد القمر موعد رحيلك عنا. دائماً هو الحال مع الأشياء الجميلة لانشعر بالزمن معها، وأنت يارمضان ستذهب ومعك الكثير من الذكريات والطقوس الجميلة. جمعنا هذا الشهر بأشخاص اختلفت مواردهم، وشق علينا لقياهم، ولم نكن نتوقع رؤياهم وغابت عن مسامعنا أصواتهم، إلا أن جاء رمضان المودة والوصل. وفتح علينا هذا الشهر الكريم أبواباً غفلناها فكان التسامح أولها، وحاولنا من خلال الشهر غسل القلوب مما علق وتعلق من ركام السنة، فغفرنا رغبة بالغفران من رب العابد. رمضان الأهل والجيران، وأصوات الأطفال والليالي الطوال... رمضان إفطار وسحور وصوت الأذان وذكر الرحمن... رمضان التراويح وقيام الليل وتسبيح وقراءة القرآن... رمضان صلة الرحم وموائد الرحمن... رمضان الصبر والأجر والعمرة وبدر... رمضان الحر والبرد والهلال... رمضان ثلاثون أوتسعة وعشرين لا أحد يعلم... بقى أقل من أسبوع وتقفل الستارة على رمضان، وهلاله يغيب عن سمائنا. ويختفي كل مايميز رمضان، حتى شاشاتنا تتغير برامجها وتعود للرتابة المعهودة لدى بعضها، ونحرم من المنافسة المفروضة بعد هذا الشهر الكريم. نحن مازلنا بحاجة لكل ما يميز هذا الشهر ليضفي على باقي أيام السنة تميزاً جميلاً. رمضان شهر وهناك أحد عشر شهراً بحاجة لبعض ما في هذا الشهر. وفي النهاية رمضان أيها الضيف الكريم وإن كنت أعلم أننا لم نفيك حقك بالضيافة، سنشتاق لك. ومبارك عليكم العيد مقدماً. أمينة عوض ameena.awadh@admedia.ae