قرار الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بتخفيض قيمة المخالفات المرورية التي تم تحريرها خلال الفترة الماضية بنسبة 50%، أثلج صدور أصحاب السيارات في جميع أنحاء الدولة، بعد أن باتت المخالفات همَّاً يؤرق كل من يستخدم الطرق سواء الداخلية أو الخارجية، ففي ظل نظام الرقابة على الطرق باتت المخالفات تنهمر كالسيل على أصحاب السيارات من كل اتجاه، فلم يعد تحرير المخالفات مقصوراً على إدارات المرور فقط، لكنه بات مهمة آخرين في البلدية والمواصلات وغيرها من الجهات التي يمنحها القانون سلطة الضبط. لكن القرار أكد من جديد أن فرض الغرامات وتحرير المخالفات ليس الهدف منهما جباية الأموال، لكن تطبيق القانون والحفاظ على أرواح مستخدمي الطرق قبل أصحاب السيارات. ولا نكون مغالين إذا قلنا إن كل ما يتم تحريره من مخالفات صحيح، وارتكبه صاحبه، حيث توضح النظم الحديثة تاريخ ومكان ارتكاب المخالفة، بالإضافة إلى أن عمليات الرصد تتم بشكل دقيق، وبالتالي فلا مجال للتظلم والادعاء بأن هذه المخالفات لم يرتكبها الشخص المخالف، ورأيي أن الهدف الرئيس من عمليات التشديد هو حماية الأرواح على الطرق والحفاظ على المظهر الجمالي داخل المدن، وتقليل أعداد ضحايا الحوادث الذين يلقون حتفهم على الطرق سنوياً، وهو هدف نبيل على الجميع أن يسعى لتحقيقه من خلال الالتزام بالقوانين. لقد أثبتت الدراسات التي أعدتها وزارة الداخلية خلال السنوات الماضية أن السرعة الزائدة ومحاولة تجاوز السيارات بعضها بعضا على الطرق الرئيسة سبب رئيس للحوادث التي يروح ضحيتها المئات سنوياً، على عكس العديد من الدول الأخرى التي تحدث فيها الحوادث نتيجة لسوء حالة الطرق وعشوائية التخطيط، ومهما يكن فإن الحوادث المرورية في بلادنا لم تصل بعد مرحلة الخطر قياساً بدول أخرى تعاني ظاهرة الزحام، وذلك بفضل التخطيط الجيد وتطبيق القوانين على الصغير والكبير. وعودة إلى قرار الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان بتخفيض قيمة المخالفات، أرى أن كلنا مدعوون لتدبر هذا القرار بعين الحكمة، ومن المفترض أن تتراجع أعداد المخالفات خلال الفترة المقبلة حتى نكون عند حسن ظن قيادتنا بنا ونقابل الإحسان بالإحسان، لا أن يتمادى المتهورون في مخالفاتهم اعتماداً على أن قرار التخفيض يمكن أن يتكرر في المرات القادمة. مرة أخيرة، على الجميع أن يعوا أن قرار تخفيض قيمة المخالفات يهدف إلى توصيل رسالة واحدة فقط، وهى أن الهدف من تحرير المخالفات هو الحفاظ على الأرواح وليس جباية الأموال. إبراهيم العسم