البرتقال منشط للدورة الدموية ومقوٍ للكبد، والخوخ مفيد للأعصاب والأمعاء، والمشمش يقوي العظام، والعنب طارد للسموم ومنشط للعضلات، والتفاح يساعد على الهضم، وغيرها الكثير من الخضراوات والفواكه التي يقال إن كل منها تحمل فائدة معينة. ولو حاولنا استعراض قائمة الفوائد التي تقدمها الأصناف المختلفة، لاحتجنا دون شك إلى مجلدات، لأنه لا يوجد من حولنا شيء من المنتجات الطبيعية يخلو من فائدة معينة. وبصراحة لا أدري إذا كانت هذه الفوائد المذكورة سلفاً صحيحة، أم أنها مجرد أمر اعتدنا عليه، ومع مرور الزمن أصبح حالة مسلماً بها، من منطلق انه أمر واقع لا يوجد ما ينقضه أو يغيره. وفي كل الأحوال هذه ليست مشكلة، سواء كانت هذه الفوائد صحيحة أو غير صحيحة، في النهاية كلها تعود إلى منتجات طبيعية، إذا لم تنفع فإنها في نفس الوقت لا تضر، ولا يمكن أن تسبب المشاكل لمن يتناولها، اللهم إلا إذا كان يعاني من حساسية من نوع معين. لكن المشكلة تكمن في الشركات المصنعة للأغذية، والتي اعتادت على استغلال هذه المعتقدات والأقاويل، وقامت بتسخيرها لمصلحتها من خلال استخدامها للترويج لمنتجاتها دون إثبات صحة هذه المعلومات. قد تكون هذه ليست قضية بالنسبة لمعظمنا، لكن الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية التابعة للاتحاد الأوروبي تخالفنا الرأي، وهي قررت فحص هذه الملصقات الإرشادية في إطار حملة لتطبيق قانون تبناه الاتحاد الأوروبي عام 2006 للتأكد من عدم قيام الشركات بخداع المستهلكين. والنتيجة لغاية الآن صادمة، حيث رفضت الهيئة الأوروبية 80 % من ملصقات إرشادات الأغذية من بين 900 منتج عرضت، بعد أن عجزت الشركات المسوقة على تقديم الدليل العلمي الذي يثبت صحة المعلومات التي تقدمها للمستهلكين وتضعها على منتجاتها. ويشمل الرفض الكثير من المنتجات من الفيتامينات وأدوية التنحيف إلى الزيوت ومنتجات الألبان، ومن بينها أن عصير التفاح والخل يساعد على حركة المعدة وأن الشاي الأخضر مفيد لضغط الدم ومعدلات الكولسترول، كما رفض ملصقاً آخر يقول إن شراب التوت البري يقي النساء من الإصابة بأمراض المسالك البولية. والقائمة تطول، والمهم فيها أن معظم الفوائد المذكورة، أتضح انه من الصعب إثباتها، لذلك تذكر في المرة القادمة أن الملصقات الترويجية للشركات، هدفها جيبك وليس صحتك. Saif.alshamsi@admedia.ae