من الطبيعي أن يكون المنتخب الأول في أي دولة يحب شعبها كرة القدم، هو محط اهتمام ومتابعة الجميع، ومن الطبيعي أن يكون لكل عاشق رأيه وفكرته وطموحه الخاص من منتخب بلاده، وربما نتفق جميعاً على أن الوصول إلى نهائي كأس العالم، بالنسبة للعديد من الدول، هو الحلم الأول «بعضها طبعاً هدفها الحصول على كأس العالم، وهو الهدف الذي لا أعتقد أن أي دولة عربية تفكر فيه من الآن، وحتى خمسين سنة مقبلة، قياساً على حجم المشاكل التي تعاني منها كرتنا في كل دولنا»، ولكن من حق الجميع أن يروا منتخبهم في كأس العالم 2022، وهي المقبلة، قبل أن تتوسع الدائرة، ونرى ربع الكرة الأرضية يشارك في نهائيات كؤوس العالم، لأن الرقم يصل إلى 48 منتخباً من أصل 211 دولة منضوية في «الفيفا»، منها دول لم نسمع بها، وبالتالي تقريباً فإن ربع العالم سيحضر في المونديال، وهو ما يريده الرئيس الحالي جياني إنفانتينو، وكان يريده في الكأس المقبلة عام 2022.
وقياساً على ما نراه حالياً من الاعتماد على أسماء قد لا تبدو صغيرة العمر، أو قادرة على العطاء لسنوات أطول، لذلك من الطبيعي أن يكون التوجه نحو أعمار 20 أو 21، والتي يمكن أن تبقى لعشر سنوات مقبلة، وبالتالي أرى أن المنتخب يجب أن يعيش حالة بناء «بعيداً عن ردود الفعل على النتائج»، كما حدث للكرة العُمانية سابقاً والبحرينية لاحقاً.
ولذلك يجب أن يكون التوجه نحو الرياضة المدرسية والأكاديميات الكروية التي يجب أن تتواجد في كل ناد، وفي كل منطقة، وأن يكون هناك جيش من الكشافين الذين يبحثون عن أمثال إسماعيل مطر وعلي مبخوت وعموري وأحمد خليل وخالد عيسى الذين لن يعمروا طويلاً في الملاعب، بعد أن منحوا أحلى سنوات عمرهم وموهبتهم لبلدهم التي قدرتهم بالمقابل كأفضل ما يكون التقدير.
لذلك أرى أن إبعاد مارفيك، ربما لم يكن فكرة صائبة، وهذا الكلام نقله لي مدرب عالمي جلست معه مطولاً، وقال إن مارفيك من أفضل مدربي العالم، وكان يحتاج إلى الصبر والوقت كي يبني، وبما أنه بات من الماضي، لهذا أتمنى أن نستفيد من كل الدروس السابقة، من كل المدربين الذين مروا على المنتخب، من دون ريفي إلى زاجالو وكارلوس ألبرتو بيريرا وبونفرير ولوبانوفسكي وإيفيتش وماتشالا وكويروش وهدجسون وهنري ميشيل وآدفوكات وكاتانيتش وزاكيروني وميتسو ومهدي علي والمسفر وعبدالله صقر، وكل الأسماء الأجنبية مرعبة في سيرها الذاتية، وحتى مهدي علي، ولكن هل القضية بالمدربين فقط؟
هنا «لب» السؤال والإجابة عنه هي الكفيلة بعودة المنتخب من جديد إلى نهائيات كؤوس العالم، وربما إلى التتويج بلقب أمم آسيا الذي كان قريباً مرة واحدة عام 1996، وبات من يومها بعيداً جداً جداً.