«والعالم يحتفي بيوم المعلم.. نقول بكل فخر لمعلمينا.. من فكركم تعلمنا أبجديات الحياة، وبالعلم جعلتمونا أكثر قوة ومسؤولية وعطاء.. رسمتم طريقنا نحو القمة، فتشكلت آفاق مسيرة الوطن.. كلماتكم نسجت قصة نجاحنا.. دمتم مشاعل نور تنير درب الأجيال، وتقدم للوطن نماذج مضيئة تزيده رفعة وعزة وتقدماً».. تلك هي مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، التي أطلقها مؤخراً بمناسبة اليوم العالمي للمعلم، والتي تحتوي العديد من المعاني السامية والرسائل الثمينة، كما أنها جاءت امتداداً لمقولة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي قال: «إن أفضل استثمار للمال هو استثماره في خلق أجيال من المتعلمين والمثقفين، علينا أن نسابق الزمن، وأن تكون خطواتنا نحو تحصيل العلم والتزود بالمعرفة أسرع من خطانا في أي مجال آخر».
وترسخ مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، سياسة ومنهاج حكومة ومجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة منذ إنشائها إزاء المعلم، والذي يحظى باهتمام كبير من قيادة الدولة، ولعل من أبرز دلائل ذلك الاهتمام تخصيص 17% من الميزانية الاتحادية للعام 2019 البالغة 60.3 مليار درهم للارتقاء بالمنظومة التعليمية، والتي يٌعتبر المعلم الركن الأساس فيها. وتشمل مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، اعترافاً بفضل المعلم الذي ينير دروب أجيال المستقبل بالعلم والمعرفة، والتأكيد على دوره في تنشئة جيل قادر على تحمل المسؤولية، ويتحلى بقوة الإيمان بدينه ووطنه وقيادته، ومستعد للعطاء. كما يؤكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أهمية رسالة المعلم في رسم طريق الأمة في السباق نحو القمة في المجالات التنافسية كافة على مستوى العالم، وهذا ما نراه حقيقة، إذ تتبوأ دولة الإمارات العربية المتحدة مرتبة الصدارة في العديد من المجالات عالمياً بفضل الدور الذي يؤديه المعلم في تنشئة أبناء الوطن وتهيئتهم لتولي زمام المسؤولية في أماكن العمل الاقتصادية والسياسية وغيرها.
أضف إلى ذلك، ترسيخ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لفضل المعلم في كتابة قصة نجاح الوطن باعتباره النموذج المنير الذي يساهم في زيادة رفعة وعزة وتقدم دولة الإمارات على مدار تاريخها. وفي هذا الإطار، يجب ألا نغفل الدور المهم الذي تقوم به «جائزة محمد بن زايد لأفضل معلم خليجي» في تكريس معايير الريادة في المنظومة التعليمية والارتقاء بالمعلمين المتميزين، وتحقيق الاستدامة في التعليم، في الوقت الذي تؤكد فيه الجائزة دور المعلم الذي يشكل عصب العملية التعليمية، والأساس لمناحي التطور كافة التي تخطط لها الدولة وتعمل على تحقيقها.
ومن جانب آخر، تتضمن مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أيضاً، رسائل مهمة لأجيال المستقبل من مواطني الدولة. أولى تلك الرسائل تدعو المواطن للفخر بتضحيات المعلم التي يقوم بها من أجل إعداده للقيام بمهامه وواجباته في شتى مناحي العمل، ثم تشمل المقولة أيضاً رسالة مفادها ضرورة قيام المواطن بدوره نحو مساعدة المعلم للقيام بواجبه في تعليم النشء من موقعه في العمل بعد التخرج، وذلك من خلال المساهمة في إنجاح استراتيجية الدولة في تطوير العملية التعليمية وتهيئة البيئة المناسبة للمعلم للقيام بمهامه. أما الرسالة الثالثة التي تضمنتها مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، فهي حث الطلبة المواطنين على الاستفادة قدر الإمكان من قدرات المعلم والاقتداء به في تحمل المسؤولية والعطاء والتفاني في حب الوطن، إذ تحتل رسالة المعلم مرتبة سامية في مسيرة بناء الوطن.