«إن الاتحاد يعيش في نفسي وفي قلبي وأعز ما في وجودي، ولا يمكن أن أتصور في يوم من الأيام أن أسمح بالتفريط فيه أو التهاون نحو مستقبله». هذه المقولة الخالدة التي أطلقها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة التي تحتفل باليوم الوطني الـ47، والذي يُعتبر شهادة ميلاد وبرهان دامغ في الوقت نفسه. فالثاني من ديسمبر 1971 كُتب بحروف من ذهب، شهادة ميلاد دولة الاتحاد العربية التي انطلقت ليس فقط لتكتب صفحات مضيئة من تاريخ شعبها بل وللعرب والمسلمين بشكل عام. ويثبت أيضا الثاني من ديسمبر بالبرهان القاطع القدرات الهائلة والمتميزة لمُواطِن دولة الإمارات الذي حفَر في الصخر وحوّل الصحراء القاحلة لواحة خضراء تمتلك أرقى الخدمات والبُنى التحتية في العالم، كما رفع راية وطنه في كافة المحافل، وشارك بفعالية في وضع اسم الإمارات في أعلى مراتب التنافسية العالمية، وبنى دولة يُشار لها بالبنان لتصبح من أفضل دول العالم في الأمن والأمان والاستقرار وواحة للتسامح البشري.
ويأتي الاحتفال باليوم الوطني الـ47 للإمارات أيضاً وسط احتفالات الدولة منذ بداية عام 2018 بعام «زايد الخير»، الذي أكد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله أن «اختيار عام 2018 ليكون (عام زايد) يجسِّد المكانة الاستثنائية والفريدة التي يمثلها المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيب الله ثراه - لدى كل إماراتي، فهو الأب المؤسِّس لدولة الاتحاد، وواضع أسس النهضة العصرية التي تشهدها دولة الإمارات على المستويات كافَّة، وهو رمز الحكمة والخير والعطاء، ليس في الإمارات والخليج فحسب، وإنما على المستويين العربي والدولي. ويثبت التاريخ يوماً بعد يوم أن الإمارات قد وُلدت لتبقى شامخة برجالها وإنجازاتهم».
ولعل من أبرز تلك الإنجازات والتي تحققت في عام 2018، إطلاق «خليفة سات» وهو أول قمر صناعي تم تطويره بالكامل بأيدي فريق من المهندسين الإماراتيين، ويهدف لتوفير صور عالية الوضوح لسطح الأرض تلبي شتى الاحتياجات العلمية والبيئية. كما شهد 2018 أيضاً تحقيق جواز السفر الإماراتي المزيد من المكاسب بفضل السياسة الخارجية الناجحة والفعالة للدولة. فقد تخطى جواز السفر العديد من دول العالم ليحتل المركز الأول عالمياً ليثبت هذا الإنجاز، الوجه الحضاري لدولة الإمارات، وما تحظى به من احترام وتقدير على الصعيدين الإقليمي والدولي.
كما شهد 2018 أيضاً العديد من الفعاليات التي تعزز قيم التسامح والتعايش التي تفردت بها دولة الإمارات العربية المتحدة منذ تأسيسها عام 1971. ويرتكز البرنامج الوطني للتسامح في الإمارات على سبعة أسس رئيسية هي: الإسلام، والدستور الإماراتي، إرث زايد والأخلاق الإماراتية، والمواثيق الدولية، والآثار والتاريخ، والفطرة الإنسانية، والقيم المشتركة. وقد أطلقت حكومة الإمارات حزمة من المبادرات مثل أسبوع التسامح، ومركز الإمارات للتسامح، وبرنامج المسؤولية التسامحية للمؤسسات، إضافة إلى إطلاق مبادرة «منارات زايد للتسامح» التي تهدف لتكون مراكز إشعاع معرفي في مجالات التعايش والتسامح في مجتمع الإمارات الذي يضم أكثر عن 200 جنسية تعيش على أرض الإمارات.
والمحصلة النهائية بقاء الاتحاد بين الإمارات السبع كما أراد وخطط له دوماً المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – رحمه الله – على أسس من الإيمان بأهميته كما قال طيب الله ثراه:
«نحن الذين رسمنا خطة الاتحاد، لم يكن ذلك عن خبرة وإنما عن إيمان بأمتنا: إيمان بالوطن، إيمان بضرورة الوحدة، ورغبة في تحقيق المصلحة، التي لا تدرك إلا بالاتحاد».