ذكر وزير التجارة «ويلبر روس» قبل بضعة أيام أن «الاقتصاد قوي حقاً»، مستشهداً بانخفاض معدل البطالة وارتفاع ثقة المستهلكين. وقال روس: «إنها الصحافة التي يبدو أن لديها هاجساً بما يمكن أن يخبئه المستقبل». ورغم ذلك، ينبغي لصناع القرار أن يتقاسموا هذا الهاجس، لأن أميركا كانت في وقت من الأوقات تزدهر ثم تتراجع.
والأسبوع الماضي، مثلًا، أكدت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن متوسط العمر المتوقع في الولايات المتحدة انخفض للسنة الثالثة على التوالي. ومن ناحية أخرى، يسجل الناتج المحلي الإجمالي ارتفاعاً، وهو الآن يزيد عن معدلات ما قبل الركود بنحو 20%، ورغم ذلك، أفاد مؤشر المجتمعات المتعثرة لمجموعة الابتكار الاقتصادي أن الـ20% الأكثر ازدهاراً تمثل إجمالي الزيادة الصافية في التوظيف خلال تلك الفترة.
الاقتصاد يزدهر، لكنه يفعل ذلك بشكل متذبذب، فالصعود يأتي في أعقاب ركود عميق. ولا يزال مسار الاقتصاد متجهاً إلى الهبوط. وما زال يتعين علينا التصدي للمشاكل التي أدت إلى تدهور سوق العمل، لذا لا ينبغي توقع نتائج أفضل.
إن معدل البطالة منخفض، لكن ملايين الرجال لم يعودوا يبحثون عن عمل. ونسبة 19% من الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و54 الذين لا يعملون بدوام كامل في 2018 هي أعلى بكثير من نسبة الـ16.6% المسجلة في 2007، والتي كانت أعلى من نسبة الـ14.4% المسجلة في 2000، والتي بدورها كانت أعلى من نسبة الـ13.6% المسجلة في 1989.
كل ازدهار له تأثير سياسي يتمثل في تخفيف الضغط لمواجهة التحديات طويلة المدى. وأوضاع الجيل القادم تعتمد على ما إذا كنا سنغير ظروف المجتمع التي ستستمر في فترات الازدهار والكساد والتي تحدد كيف يتصرف سوق العمل.

 
أورين كاس
زميل بارز في معهد مانهاتن
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»