دولة الإمارات العربية المتحدة احتلت المرتبة الأولى في فروع الجامعات الدولية، والتي بلغ عدد فروعها المستضافة على المستوى العالمي 249 جامعة مع نهاية عام 2015. ذكر ذلك «مرصد التعليم العالي بلاحدود» الذي يتوقع استمرار زيادة عدد طلاب فروع الجامعات الدولية، والتي أصبحت تشكل سوقاً تهيمن عليه جامعات من 33 بلداً، تتقدمها خمس دول، تشكل 73% من العدد الكلي لفروع الجامعات في العالم، وهي حسب الترتيب: الولايات المتحدة، وبريطانيا، وروسيا، وفرنسا، وأستراليا.
وفي التعليم العالي، كشأن كل ما يحدث في عالم اليوم، «ليس الإنسان مجموع ما عنده فعلاً، بل بالأحرى مجموع ما ليس عنده بعد، وما يمكن أن يكون عنده»، حسب الفيلسوف الفرنسي «جان بول سارتر». وتختلف الأسماء هنا باختلاف زاوية النظر إليها، فهي جامعات عابرة للحدود، أو عالمية تقيم فروعاً خارج بلدانها، أو تشاركها مع جامعات محلية. وتتيح هذه الجامعات لطلاب التعليم العالي الحصول داخل بلدانهم على شهادات جامعية تحمل اسم جامعات عالمية مرموقة، ومعترف بها، وغالباً ما تملك فروع الجامعات، أو تشارك في ملكية مقرات داخل البلدان المضيفة. وعدد فروع الجامعات الدولية في الإمارات يربو على 40 جامعة ومعهداً عالياً، 27 منها في «مدينة دبي الأكاديمية»، وتتابع عملها «هيئة الاعتماد الأكاديمي» ومقرها أبوظبي، ولها الحق في مطالبة الجامعات التي لا تحقق المستوى المطلوب بالمغادرة. وبعض هذه الجامعات فروع لأرقى الجامعات العالمية، مثل «نيويورك» و«السوربون»، و«سان بطرسبرغ للهندسة والاقتصاد». وتتميز الإمارات باحتضانها جامعات إقليمية هندية، مثل «معهد إدارة التكنولوجيا»، وإيرانية «جامعة آزاد الإسلامية»، وباكستانية مثل «معهد الشهيد ذو الفقار علي بوتو للعلوم والتكنولوجيا».
ومصطلح «الدولية» يختلف عن «العالمية»، والتي تعني نخبة الجامعات، فيما «الدولية» هي فروع وشراكات مع جامعات أجنبية. وتُعتبرُ فروع الجامعات الدولية ظاهرة حديثة، إلا أن تاريخ نشوئها يمتد للقرن التاسع عشر، وأقدمها «الجامعة الأميركية في بيروت»، وقد تأسست في عام 1866، أي قبل «الجامعة الأميركية» في واشنطن العاصمة، والتي تأسست عام 1893، و«الجامعة الأميركية بالقاهرة»، والتي تأسست عام 1919، وأحدثها «الجامعة الأميركية العربية» في فلسطين، وقد تأسست في عام 2000، و«الجامعة الأميركية في العراق»، والتي تأسست في السليمانية عام 2007.
وتتوفر حالياً مئات الدراسات المنشورة عن فروع الجامعات، أعدّها باحثون مرموقون منهم «فيليب التباش»، أستاذ ومدير «مركز التعليم العالي» في كلية بوسطن بالولايات المتحدة، والذي تحدث في «مؤتمر التعليم» في «مركز الإمارات للبحوث والدراسات الاستراتيجية» في أبوظبي عن خطر أن تصبح فروع الجامعات تجارية، كإلزام مطاعم الوجبات السريعة «ماكدونالد»، لكنه أضاف أن «الطلبة الأجانب يدرّون على الولايات المتحدة ما يعادل عشرين مليار دولار سنوياً، ومبالغ مماثلة لبريطانيا وأستراليا». وتوفر فروع دولية للجامعات في ذلك، وتقدم أفضل علاج لنزوح الأدمغة، والتي تجعل 80% من الطلبة الأجانب يمكثون في الولايات المتحدة.
«ولتزهر مائة وردة، ولتتنافس مائة مدرسة فكرية». هذا النداء المشهور للزعيم الصيني «ماوتسي تونغ» عام 1957 يزهر اليوم في بلوغ الصين المرتبة العالمية الأولى في عدد طلاب التعليم العالي، والذي بلغ 37 مليون طالب عام 2016، تتبعها الهند، ثم الولايات المتحدة. وعلى عكس التصورات عن النظام الشيوعي فإن أكثر من ستة ملايين طالب في التعليم العالي في الصين يدرسون في جامعات القطاع الخاص الصينية، والتي يبلغ عددها 740 جامعة ومعهداً عالياً.