بدا يوم افتتاح المنتدى الاقتصادي العالمي مثيراً. فقد كان من المقرر أن يستعرض «جايير بولسونارو»، الذي يقوم بأول رحلة له خارج البلاد بعد توليه رئاسة البرازيل، رؤيته لـ«البرازيل الجديدة» أمام النخب المجتمعة. ونظراً لغياب الرئيس دونالد ترامب، وغيره من القادة الغربيين البارزين، بدا بولسونارو كأحد النجوم الذين يتمتعون بجاذبية. بيد أن خطابه لم يكن متوقعاً. لم يكمل خطاب بولسونارو عشر دقائق، ومثل أي قائد عالمي آخر يأتي إلى دافوس، أعلن أن بلاده «مفتوحة» للعمل، لكنه لم يدل سوى بمعلومات قليلة عن الإصلاحات التي كان يأمل في تفعيلها. لقد استحضر ببساطة مهارات وزير المالية «باولو جيديس»، وأشاد بحماس إدارته لخفض «جهاز الدولة» وتخفيض الضرائب.
لقد ألمح الرئيس البرازيلي إلى أمور في منتدى دافوس لا تتفق مع أيديولوجيته. وباعتباره متشككاً في التغير المناخي، فقد لعب دوراً لطيفاً بين المختصين الليبراليين، مصراً على أن حكومته «ستعمل على تناغم الحفاظ على البيئة من خلال التنمية الاقتصادية التي تشتد الحاجة إليها». لكنه لم يخف رغبته في توسيع أراضي البلاد لمزيد من الأعمال الزراعية.
وقالت «جنيفر مورجان»، المدير التنفيذي لمنظمة «السلام الأخضر» الدولية (جرين بيس)، لصحيفة الجارديان: "إن خطط بولسونارو -والتي تتضمن إعطاء وزارة الزراعة لديه مزيداً من السيطرة على الغابات المطيرة – كانت «مقلقة للغاية»، نظراً لحقيقة أن حوض نهر الأمازون هو موطن لـ«رئتي الكرة الأرضية»".
وشعر بولسونارو بالثقة والارتياح عندما تحول إلى القضايا الاجتماعية والمعارك السياسية. وأعلن أنه مؤيد «لحقوق الإنسان الحقيقية» –والتي، على حد قوله، تعني الدفاع عن «مبادئ الأسرة» ومعارضة الإجهاض. وأشاد بولسونارو بوزير خارجيته «ارنستو أروجو» باعتباره شخصاً ليس لديه «أي تحيز سياسي». لقد كان هذا تحولاً في الصياغة بالنسبة لدبلوماسي تشبع بالفكر اليميني، شخص تعهد برفض العولمة، وأعلن ذات يوم أن التغير المناخي كان مؤامرة ماركسية.
في الوقت الراهن، لا يزال البندول في اتجاه بولسونارو. فالمستثمرون متحمسون بشكل كبير لإدارته، والرأي العام في البرازيل لا يزال في صالحه.
ومن الممكن لمس هذه الشعبية حتى في شوارع دافوس المغطاة بالثلوج. فقد قام العشرات من مؤيدي بولسنارو برحلة إلى جبال الألب السويسرية، أملاً في إلقاء نظرات خاطفة ولو لدقائق على زعيمهم الجديد المحاط بمجموعة كبيرة من رجال الأمن ونقاط التفتيش.

* كاتب متخصص في الشؤون الخارجية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»