المهرجان الوطني للعلوم والتكنولوجيا والابتكار 2019 الذي ينطلق اليوم بنسخته الثالثة، برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، في دبي فستيفال آرينا، يعد من المبادرات النوعية المهمة التي تستهدف تشجيع الطلاب على تعلم التكنولوجيا العصرية والعلوم الحديثة والابتكار، باعتبارها أهم مهارات القرن الحادي والعشرين التي لا غنى عنها للارتقاء بقدرات ومهارات الأجيال الجديدة وتأهيلها لهم للانخراط في سوق العمل في المستقبل.
أهمية المهرجان الوطني للعلوم والتكنولوجيا والابتكار تكمن ليس في دعم الأهداف التعليمية لوزارة التربية والتعليم من خلال العديد من الفعاليات والبرامج والأنشطة التي يتضمنها، وتستهدف تكريس الابتكار لدى الطلاب وتنمية مهاراتهم التكنولوجية والعلمية فقط، وإنما مواكبة رؤية الإمارات 2021، التي تستهدف جعل الابتكار سمة أساسية لمجتمع دولة الإمارات أيضاً. لقد أصبح هذا المهرجان منصة فاعلة لتعليم الطلاب المهارات الجديدة في مجال العلوم والتكنولوجيا، وليس أدل على ذلك من الاهتمام الاستثنائي الذي توليه إياه وزارة التربية والتعليم، وتحويله إلى مختبر لاكتشاف القدرات المتميزة للطلاب، حيث زادت الوزارة أعداد المشاريع المرشحة للفوز بمسابقة المهرجان إلى 200 مشروع في دورة هذا العام، بحيث يتم اختيار المتميز منها لعرضه في قصر البحر بأبوظبي ضمن فعاليات الأسبوع الوطني للعلوم 2019، وذلك بهدف تحفيز الطلبة، وزيادة شغفهم المعرفي والارتقاء بأدائهم الأكاديمي، إلى جانب تمكينهم من المشاركة في المعارض والمنتديات الدولية المتخصصة. كما ستنظم الوزارة خلال هذا المهرجان مسابقتين مهمتين: الأولى، مسابقة معرض العلوم، وهي منصة لعرض النتائج البحثية التي توصل إليها الطلبة من خلال العمل على مشروعاتهم العلمية التي تركز على مجالات عدة وهي: (التكنولوجيا والعلوم البيولوجية والعلوم الاجتماعية والسلوكية وعلوم الكيمياء والرياضيات والفيزياء والجيولوجيا والهندسة وبرمجة الحاسوب وعلم الأرصاد الجوية وعلم الفلك). أما المسابقة الثانية، فهي مسابقة «فكرتي»، التي توفر للطلبة في مرحلة رياض الأطفال ولغاية الصف الرابع، فرصة لعرض أفكارهم الابتكارية، وذلك بهدف استقطاب أفضل الأفكار الابتكارية وصقل شخصية الطلبة المبتكرين وتشجيع الطلبة الآخرين على الاقتداء بهم.
تولي دولة الإمارات العربية المتحدة اهتماماً استثنائياً بمواكبة التقدم التكنولوجي والعلمي، باعتباره القاطرة التي تقود اقتصادها نحو المستقبل، ولهذا تحرص على تشجيع الطلاب منذ المراحل الدراسية المبكرة على تعلم مهارات العلوم والتكنولوجيا الحديثة، التي باتت أهم معايير التقدم في العصر الحديث، لأنها تدرك بوضوح أن استدامة التنمية تتطلب امتلاك أدواتها المختلفة، العلمية والتكنولوجية والبشرية، ولهذا فإنها تسعى إلى بناء نموذج للتنمية المستدامة، يرتكز على اقتصاد المعرفة الذي يعتمد بالأساس على الاستفادة من تكنولوجيا العصر المتقدمة، وبناء قاعدة من الكوادر المتخصصة في مجالات التكنولوجيا المتقدمة، وقد قطعت بالفعل مرحلة متقدمة في هذا الشأن، إذ أصبحت العديد من الهيئات والمعاهد والكليات والجامعات تركز في جهودها على تعلم مبادئ التكنولوجيا وعلومها، في الوقت ذاته نجحت الدولة في تطوير البنية التحتية في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات خلال السنوات الماضية، بل إنها أصبحت تقدم نموذجاً رائداً لدول المنطقة في تطبيق تجربة التعلم الذكي، التي تستهدف تقديم مستويات تعليم أفضل للطلاب، اعتماداً على توظيف مخرجات التكنولوجيا الحديثة في العملية التعليمية، كما توفر الدولة برامج للدراسات الجامعية، والدراسات العليا في مختلف مجالات العلوم والتقنية، ومنها علوم الفضاء والفلك وصناعة الطيران.
ولا شك في أن اهتمام دولة الإمارات بإدخال العلوم العصرية والتكنولوجيا المتقدمة ضمن العملية التعليمية في مراحلها المختلفة، والعمل على بناء قاعدة من الكوادر المواطنة التي تمتلك المهارات العلمية والتكنولوجية يعد أحد أهم مرتكزات العملية التنموية في الدولة، والذي يضمن استدامتها من ناحية وتطورها من ناحية ثانية. وهذا أمر يؤكد بوضوح أن دولة الإمارات تمضي بخطى ثابتة نحو ترسيخ تنافسيتها على خريطة الدول المتقدمة، التي تعتمد اقتصاداتها على المعرفة والعلوم العصرية والتكنولوجيا المتقدمة.
عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية