يرتكز العمل الخيري والإنساني في دولة الإمارات العربية المتحدة على منظومة قوية وفاعلة من المؤسسات التي تقوم بدور حيوي في ترجمة الأهداف الإنمائية والإنسانية التي تسعى الدولة إلى تحقيقها، سواء من خلال تبرعاتها السخية أو من خلال استجابتها السريعة للمبادرات الخيرية التي تطلقها الدولة للتعامل مع الأزمات والتحديات الإنسانية في مناطق الأزمات والصراعات المختلفة.
وبمناسبة مرور 36 عاماً على تأسيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتية، يوم أمس الخميس الموافق 31 يناير، أكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتية، أن الهيئة أصبحت اليوم أكثر عطاء وأوسع انتشاراً على الساحة الإنسانية الدولية، بفضل توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله؛ ما وضعها في مصاف المنظمات الإنسانية الرائدة في العمل الإغاثي والتنموي، وواحدة من أهم الهيئات المانحة للمساعدات الإنسانية على المستويين الإقليمي والدولي.
إن «هيئة الهلال الأحمر» تقوم بدور فاعل في ترجمة توجيهات القيادة الرشيدة بتقديم المساعدات إلى الدول الشقيقة والصديقة، وخاصة تلك التي تواجه أزمات وكوارث أو نزاعات وحروب، حيث تعمل على تخفيف معاناة الضحايا المـتأثرين بهذه الأوضاع، وتسهم في إعادة تأهيل البنية التحتية المتضررة، ودعم المشاريع الحيوية في هذه الدول، وخاصة في مجالات الصحة والتعليم والإسكان والمرافق العامة.
وتنشط الهيئة بدور فاعل على الساحة اليمنية، حيث تتنوع مشاريعها هناك ما بين مشروعات إنسانية وبرامج تنموية وعمليات إغاثية، كما تعمل الهيئة على تخفيف معاناة اللاجئين السوريين في دول الجوار، وخاصة في الأردن والعراق ولبنان ومصر.
وتعد «مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية» من أهم المؤسسات الناشطة في مجال العمل الإنساني والخيري، حيث لعبت دوراً فاعلاً خلال عام 2018، في ترجمة النهج الإنساني لدولة لإمارات، سواء من خلال تقديم المساعدات للمجتمعات التي تواجه تحديات إنسانية، أو من خلال تمويل عدد من المشروعات المجتمعية التي تخدم المجتمعات الفقيرة. وتنوعت هذه المساعدات والمشاريع لتشمل إفطار الصائمين داخل الدولة وخارجها، إلى مساعدة المتأثرين من الكوارث الطبيعية والحروب والمشاريع التنموية، فضلاً عن المبادرات الخيرية التي تستهدف نشر الخير وبث الأمل والفرح في العديد من الدول الشقيقة والصديقة.
كما واصلت المؤسسة تقديم مساعداتها الإنسانية والإغاثية والإنمائية للشعب اليمني الشقيق في عام 2018، وقامت بتمويل عدد من المشروعات في قطاع الصحة والتعليم والمياه والكهرباء، وذلك تجسيداً لنهج الإمارات الداعم للشعب اليمني ومساعدته على تجاوز الأوضاع الصعبة التي يواجهها على الصعد كافة.
كما نشطت المؤسسة على الساحة العراقية، وركزت في حملتها الإنسانية والخيرية على أهالي المناطق المتضررة، وذلك بتوفير احتياجاتهم، وتقديم الدعم الإنساني لهم. كما مولت العديد من المشروعات في كل من لبنان والأراضي الفلسطينية والسودان والصومال وتركمانستان، والهند وغامبيا.
وتعد دولة الإمارات من أكثر دول المنطقة والعالم التي تضم عدداً كبيراً من الجمعيات الخيرية التي تقدِّم المساعدات إلى المحتاجين في الداخل وفي بقاع العالم المختلفة، وتأخذ هذه الجمعيات أوجهاً عدة، منها ما هو حكومي، ومنها ما هو خاص، تعمل كلها من أجل هدف رئيسي، هو تعظيم مردودات العمل الخيري وضمان استدامته من أجل استمرار مسيرة الخير والعطاء، ولعل هذا يفسر حفاظ دولة الإمارات للعام الخامس على التوالي على مكانتها ضمن أكبر المانحين الدوليين في مجال المساعدات التنموية الرسمية، قياساً لدخلها القومي بنسبة 1.31%، وذلك وفقاً لتقرير لجنة المساعدات الإنمائية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الذي صدر في شهر أبريل 2018، والذي يؤكد ريادة الإمارات في مجال العمل الخيري والإنساني، وأنها بالفعل العاصمة الإنسانية الأولى في العالم، التي تتجه إليها الأنظار في كل مرة تحتاج فيه منطقة أو شعب إلى العون والمساندة، وخاصة أنها تقدم مساعداتها الإنسانية بتجرد تام من أجل مصلحة شعوب العالم كافة.
 
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية