في الوقت الذي ينشغل فيه نتنياهو ببناء صورته الانتخابية ليعاد انتخابه، ظهرت الأسبوع الماضي عدة أمور تدخل في باب المنغصات الانتخابية بالنسبة له، من بينها تصريحات وزير الدفاع السابق أفيجدور ليبرمان زعيم حزب «إسرائيل بيتنا» عن توقعاته باعتزال نتنياهو للعمل السياسي مقابل حفظ التحقيقات القضائية في قضايا الفساد وأيضاً التشرذم الحاصل في الأحزاب اليمينية.
وفيما يتعلق بتصريحات ليبرمان فقد جاءت في اجتماع مغلق لكنها تسربت للصحافة وفيها توقع ليبرمان ثلاثة أمور؛ الأول جيد وسار لحزب «ليكود»، وهو أن هذا الحزب الذي يتزعمه نتنياهو سيفوز بأغلبية مقاعد الكنيست لتمكن زعيمه من تشكيل الحكومة الجديدة ورئاستها. أما التوقع الثاني فسيئ لنتنياهو، وهو توقع فحواه أنه في حالة تقديم المستشار القانوني للحكومة لائحة اتهام ضد نتنياهو قبل الانتخابات، فإن هذا سيقضي على فرصة نتنياهو في أن يكون رئيساً للحكومة الجديدة ويجعل فرصه في أن يكلفه رئيس الدولة بتشكيلها تدور حول الصفر، وهو ما سيحدِث ارتباكاً في قيادة «ليكود». أما الأمر الثالث فهو أن نتنياهو سيقوم في هذه الحالة بعقد صفقة مع السلطات القضائية يتم بموجبها حفظ التحقيقات ضده، مقابل أن يقدم على الاستقالة واعتزال العمل السياسي العام ويذهب إلى بيته، وهى صفقة حدثت من قبل مع مسؤولين إسرائيليين سابقين.
لقد أولت الصحف الإسرائيلية أهمية لتوقعات ليبرمان لسببين؛ الأول أنه ربيب نتنياهو في حزب ليكود وقد قرّبه إليه في منصب حكومي عندما أنتخب عام 1996 كرئيس للوزراء أول مرة وخدم معه بعد ذلك كوزير مقرب إليه، وبالتالي فالافتراض هو أن ليبرمان أكثر مَن يفهم شخصية نتنياهو ويمكنه أن يتوقع تصرفاته. أما السبب الثاني لمصداقية توقعات ليبرمان، فهو ولاؤه المستمر لنتنياهو، حيث أنه قال في نفس سياق التوقعات أنه سيواصل تأييد نتنياهو حتى لو قدِّمت ضده لائحة اتهام، وأنه سيوصي رئيس الدولة في كل الحالات بتكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة الجديدة. وبالإضافة لهذا، توقع ليبرمان أن يتعرض نتنياهو للخيانة من داخل معسكره، وقال إنه في حالة تقديم لائحة اتهام ضد نتنياهو فإنه سيتلقى الطعنات في الظهر من أقرب المقربين منه في معسكر اليمين وذكر بالتحديد الوزير نفتالي بينت الذي كان زعيماً لحزب «البيت اليهودي» الممثل للمستوطنين ثم انشق عنه أخيراً وكون حزباً جديدا باسم «اليمين الجديد». أضاف ليبرمان أن «بينت» لن ينسى لنتنياهو أنه حاول أن يشوه سمعته وسمعة زوجته ووالده، ليضعف شعبيته الانتخابية من قبل، ولذا فإنه بمجرد الإعلان عن لائحة الاتهام ضد نتنياهو فإنه سيقف خلف الميكروفونات ليتشدق بسيادة القانون وليعلن أنه لن يوصي رئيس الجمهورية بتكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة كونه متهماً في قضايا فساد.
أما المنغص الثاني فهو أن استطلاعات الرأي دلت على أن التشرذم الحاصل في أحزاب اليمين سيؤدي إلى خسارته سبعة مقاعد، وهو ما سيحبط فرصة معسكر اليمين في تشكيل الحكومة، حتى ولو فاز ليكود بأغلبية ثلاثين مقعداً. من هنا يلح نتنياهو على أربعة أحزاب يمينية صغيرة من بينها البيت اليهودي كي تتحد في قائمة واحدة.