نجحت إمارة أبوظبي في اعتماد برامج ومبادرات ذكية تقود إلى تحقيق التحول الرقمي الشامل في تقديم الخدمات الحكومية المتكاملة والمترابطة، سعياً إلى الارتقاء بمستوى الخدمات العامة، وتحقيق رضا المتعاملين وسعادتهم، وفق أحدث الابتكارات والتطبيقات، والعديد من المنصات التي ترسخ مكانة أبوظبي كمركز عالمي للأعمال والاستثمار، وجعلها منارة إقليمية للتحول الرقمي، وتعزيز أوجه التعاون والتكامل الرقمي بين الشركاء الحكوميين. ومؤخراً، شهد سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، رئيس اللجنة التنفيذية عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، الإطلاق الرسمي لمراكز خدمات أبوظبي الحكومية «تم»، في قرية الفرسان الواقعة في مدينة خليفة، قائلاً سموه إن «تم» تمثل مرحلة جديدة من الريادة في تقديم خدمات حكومية مبتكرة، تسبق توقعات المتعاملين وتخدم مسار التنمية الشاملة، مضيفاً: أن «مراكز (تم) مشروع ريادي يعكس الرؤية المستقبلية للإمارة لتعزيز دور التحول الرقمي والعمل الحكومي المشترك في مسيرة إمارة أبوظبي، ويرسخ رؤية ونهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في تقديم أفضل الخدمات الحكومية للمواطنين والمقيمين، وتوفير سبل الراحة كافة، لهم، لمواصلة مسيرة التقدم والازدهار، ودفع عجلة التنمية والتطوير إلى الأمام».
وتمثل منظومة «تم»، وفقاً لمعالي جاسم محمد بوعتابة الزعابي، رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي، نقلة نوعية في طريقة تقديم هذه الخدمات، لتكون مثالاً يحتذى به للعمل الحكومي المتكامل، يتشارك في إنجازه جميع الجهات الحكومية دون استثناء، حيث تعتني هذه المنظومة برحلة المتعامل من البداية للنهاية بغض النظر عن الجهة الحكومية المسؤولة عن تقديم الخدمة، بكفاءة وسهولة وسرعة، وبما يتماشى مع وتيرة التحول الرقمي وتعزيز ريادة الإمارة في بناء اقتصاد معرفي مستدام. كما قال معالي الشيخ عبدالله آل حامد، رئيس دائرة الصحة، إن منظومة «تم» تعد منصة رقمية واحدة ومركز خدمة موحداً، تسعى إلى تقديم خدمات متكاملة، ترسخ مفهوم الحكومة الذكية، وتؤسس لبيئات مجتمعية واقتصادية جاذبة، في كافة القطاعات الحيوية من سكن وتعليم وصحة وترفيه وأسرة وعمل.
وعملت «هيئة الأنظمة والخدمات الذكية» على إطلاق خمسة مراكز لتقديم خدمات «تم» في إمارة أبوظبي، في خطوة واحدة، وذلك في اختصار للزمن، حيث تم تأسيس ثلاثة مراكز في مدينة أبوظبي، ومركزين في العين والظفرة، الأمر الذي يوحّد الواجهة الحكومية التي تقدم للمتعامل كل ما يحتاجه من خدمات حكومية عبر نافذة موحدة، وفق بيئة عمل مبتكرة، توظف التقنيات الحديثة التي تسهّل على المتعاملين إنجاز مجموعة كاملة من الخدمات الحكومية، بحيث يتم إلغاء مكاتب الاستقبال، وإزالة الحواجز بين المتعامل والموظف، وتخلق فرصة أكبر للتواصل بين الطرفين لفهم احتياجات المتعامل بدقة.
إن تأسيس مراكز الخدمات الحكومية «تم»، سيحقق نقلة نوعية في طريقة تقديم الخدمات الحكومية، وفق خمس مناطق أساسية، هي: المنطقة الاجتماعية، والمنطقة الإرشادية، ومنطقة الخدمة الذاتية، ومنطقة الابتكار والإبداع المشترك، إضافة إلى منطقة المستثمرين، لتكون بمثابة الوجهة الأولى للمستثمرين الراغبين في التعرف إلى الفرص الاستثمارية للإمارة، وتسويق الفرص الاستثمارية فيها، وبما يوفر الوقت والجهد والمال، ويشجّع على جذب الأعمال والاستثمارات، ويزيد من الفرص الاقتصادية، ما يرسّخ مكانة الإمارة كحاضنة للرواد ولصناع المستقبل، وكعاصمة للتنوع الاقتصادي، بفضل جاذبية الخدمات الحكومية والتسهيل على المستثمرين.
لقد استطاعت دولة الإمارات العربية المتحدة عموماً، وإمارة أبوظبي على وجه الخصوص، العمل على استراتيجية حوسبة حكومية تعمل على خفض التكاليف وتعزيز الكفاءة وتحسين الإنتاجية ودعم الاقتصاد والاستدامة والابتكار، للوصول إلى عالم متكامل من الحلول الرقمية المبتكرة، التي تسهم في تسهيل حياة الأفراد اليومية وتواكب المستقبل وتلبي طموحات المتعاملين، وذلك انطلاقاً من إيمان القيادة الرشيدة، بأهمية توظيف التكنولوجيا الرقمية، بوصفها أداة لتحقيق رفاه الفرد والمجتمع وتعزيز جودة حياتهم، وبما يحوّل العاصمة الإماراتية إلى مدينة مستقبلية ذكية، ويؤسس لبيئة تعمل بفاعلية وسرعة وتطوّر.

*عن نشرة "أخبار الساعة"  الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.