تولي القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة، تنمية وتطوير مختلف القطاعات الحيوية، وخاصة تلك التي تجتذب أنظار العالم وتضعها في مكانة الصدارة العالمية اهتماماً كبيراً، ومن تلك القطاعات على سبيل المثال لا الحصر رياضة الفروسية التي شجع عليها الأب المؤسس، المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. وقد واصل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، السير على خطى الوالد المؤسس، حيث واظب على التشجيع على تربية الخيول وفق أسس ومعايير حديثة تحافظ على السلالة الفريدة للخيول العربية، فيما يشكل الاهتمام بتربية الخيول والعناية بها إحدى الممارسات التي يختص بها أبناء دولة الإمارات وشيوخها بشكل عام.
ولذا فإن الفوز الذي حققه الجواد «ثندر سنو» لجودولفين الإمارات في بطولة كأس دبي العالمي للخيل في الشوط الأخير لمهرجان الكأس الذي نظم السبت الماضي في دبي، يعكس ريادة دولة الإمارات واهتمامها بإقامة سباقات الخيول والفوز بها، ويؤكد جدارتها في هذا المجال. وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أبرز من عبّر عن ذلك الاهتمام عندما قال بمناسبة حضوره بطولة كأس دبي العالمي للخيل -إلى جانب عدد من الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين-«إن الخيل وحب الخيل يسري في دمي، وهو جزء من إرثنا العربي الإماراتي المجيد، وهناك علاقة حميمة بيني وبين الخيل لا تنفصم عراها أبداً وملاك الخيل يعرفون هذا الشعور الذي يعتريهم مع خيولهم».
صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، ربط بين هذا الحدث وطبيعة العلاقة التي تربط بين الشعب الإماراتي المولع بتربية الخيول، باعتبار ذلك جزءاً أصيلاً من ثقافة وإرث هذا الشعب، حيث أضاف سموه أن سعادته «لا تكمن في الفوز بالكأس الثمينة ولا الجائزة المالية الأغلى، بل برؤية شعب الإمارات سعيداً وأيضاً ملاك وعشاق الخيل والمدربين والفرسان والجمهور الذي ينتظر هذا الحدث من عام إلى عام».
وبرغم أن فوز الجواد «ثندر سنو» بالكأس الذهبية في بطولة كأس دبي العالمي للخيل، يعد حدثاً مهماً ومدعاة للفخر والاعتزاز، فإن الفعالية في ذاتها تؤشر إلى نجاح المؤسسات الرسمية والمجتمع في تنظيم النشاطات الرياضية المتعلقة بسباقات الخيل العالمي داخل دولة الإمارات، وهو ما لم يكن ليتحقق لولا الجهود الحثيثة والدعم المتواصل للفروسية والفرسان من قِبل الشخصيات المؤثرة في عالم الفروسية وعلى رأسهم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، الذي يُنظر إليه على أنه الأمل والقدوة والمثل الأعلى للرياضة والرياضيين، وذلك برفعه شعار المركز الأول دائماً، وإصراره على تقديم الأفكار النيّرة، والبراعة في رسم الخطط والبرامج التي تسهم في تحقيق الإنجازات المشرّفة عربياً وعالمياً، إذ طالما قدم سموه جميع أشكال الدعم من أجل تنظيم السباقات الحافلة بالإثارة، مؤكداً سعيه إلى تعزيز مكانة الجواد العربي وإحياء تراثه العريق والأصيل، فاستحق سموه بهذا النجاح الكبير كل التهاني والتبريكات التي وجهها له صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، عندما خاطبه قائلاً: «تهانينا لأخي محمد بن راشد فوز ثندر سنو لجودولفين بكأس دبي العالمي للخيول. نجاح متواصل تحصده هذه البطولة الراقية تنظيماً وحضوراً ومشاركة وإثارة، يؤكد ريادة الدولة في هذا المضمار. ستبقى الإمارات محبة وداعمة لرياضة الخيل وملتقى لفرسانها ومحبيها من مختلف دول العالم».
 *عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.