تعكس فعالية «المغرب في أبوظبي» التي انطلقت يوم الأربعاء الماضي، الموافق 17 أبريل الجاري، وتختتم فعالياتها في الـ 30 من الشهر نفسه، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، عمق العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية الشقيقية، وتجذر تلك العلاقة في أبعادها الثقافية والاجتماعية بين الشعبين الإماراتي والمغربي، حيث افتتح سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، الفعالية، التي جاءت بترحيب من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وبرعاية الملك محمد السادس، عاهل المملكة المغربية الشقيقة، وبدعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله.
إن اهتمام القيادة الرشيدة بضرورة تنظيم فعالية «المغرب في أبوظبي» للسنة الرابعة على التوالي، حفّز الجهات المعنية كافة على بذل الجهود الكبيرة والنوعية لأجل تنظيمها بشكل يليق بحجم العلاقات الأخوية بين البلدين، فقد أكد سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان أن العلاقات التاريخية المتميزة بين دولة الإمارات والمملكة المغربية «تتجلى في أبهى صورها عبر نشر قيم التسامح والمحبة والتعريف بتراث وأصالة وعراقة الموروث الغني لدى البلدين، ومن خلال التعاون المستمر لإقامة العديد من الأنشطة والفعاليات المشتركة».
إن تنظيم «فعالية المغرب في أبوظبي» يعبّر عن المساعي المتواصلة والمشتركة في تعزيز روابط الأخوة بين دولة الإمارات والمملكة المغربية، في النواحي كافة، السياسية والاقتصادية والإعلامية والعلمية والسياحية والثقافية وغيرها، عبر تعريف المجتمع الإماراتي بالثقافة والتراث المغربي الأصيل، بوصفه أحد أهم ركائز تاريخ وحضارة المغرب. وبرغم وجود العديد من الأحداث التي شكلت مناسبة للتفاعل الإيجابي بين الشعبين المغربي والإماراتي، فإن تنظيم هذه الفعالية، بات حدثاً سنوياً ينتظره الكثير من المهتمين بالثقافة المغربية التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة، وما يعكسه ذلك من تنوع وثراء فريد، وخاصة أن فعالية هذا العام تحتفي بالمرأة المغربية، من خلال إلقاء الضوء على دورها البارز والمؤثر في تاريخ المملكة المغربية، وإسهاماتها الراهنة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، ودورها في صناعة القرار.
وعلى مدى أيام الفعالية، يفتح مركز أبوظبي الوطني للمعارض، أبوابه أمام الجمهور المتعطش لمتابعة العروض التراثية والفنية والموسيقية، التي تحمل بصمات مختلفة لمراحل تاريخية مر بها المغرب، امتزجت فيها ثقافات وعادات العديد من الأقوام والشعوب والأمم، وهو امتزاج يعد اليوم عنواناً للتعايش والتسامح بين الثقافة العربية والإسلامية والإفريقية والأندلسية والأمازيغية والرومانية والوندالية.
وتضيف نسخة هذا العام من «المغرب في أبوظبي»، بعداً جديداً للعلاقات الوطيدة والراسخة بين دولة الإمارات والمملكة المغربية، ذلك أنها تأتي في إطار احتفال دولة الإمارات بعام التسامح الذي يقوم على ترسيخ قيم المحبة والانفتاح وتشجيع التنوع الثقافي.
وقد عبر عن ذلك وزير الثقافة والاتصال المغربي محمد الأعرج، بقوله إن فعالية «المغرب في أبوظبي» تسهم في تعزيز القيم المشتركة بين الشعبين الشقيقين في المجالات كافة، ومنها تحقيق التقارب الثقافي والمعرفي بين البلدين.
وأضاف، بمناسبة الافتتاح الرسمي للفعالية، أن «المغرب في أبوظبي» تسهم في تعزيز روابط الجسور التاريخية بين دولة الإمارات والمغرب، وتعكس قيم البلدين الحضارية والإنسانية، من خلال موروثهما التراثي والثقافي الثري، فضلاً عن كونها تلعب دوراً أساسياً في ترسيخ العلاقات الأخوية المتميزة بين قيادتي البلدين، وتفتح آفاقاً جديدة إلى مزيد من التعاون في مختلف المجالات، بما يحقق تطلعات الشعبين الشقيقين.
كما تأتي إشادة معالي علي سالم الكعبي، سفير دولة الإمارات لدى المملكة المغربية بهذه الفعالية، وقوله، إن تنظيمها جاء تزامناً مع احتفاء دولة الإمارات ب «عام التسامح» الذي يشكل قاسماً مشتركاً بين دولة الإمارات والمملكة المغربية في تعزيز قيم التسامح والتعايش بين مختلف المكونات الحضارية والاجتماعية والدينية في تناغم وانسجام، لتؤكد مقدار التطور المتواصل الذي تشهده العلاقات الإماراتية -المغربية في المجالات كافة، والذي تترجمه اللقاءات المستمرة بين مسؤولي البلدين بشكل متواصل ولافت للنظر.
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية