في انتخابات الحزب الديمقراطي التمهيدية للرئاسة، لم يقدم معظم الديمقراطيين الذين رشحوا أنفسهم إجابة مرضية للسؤال: «لماذا تريد أن تكون رئيساً؟»، وبعضهم لم يجب مطلقاً. ومعظمهم حين سئلوا عن سبب ترشيحهم، تحدثوا عن أمور خارج ذواتهم، كالقول إن هذه لحظة حرجة في تاريخنا، أو أن الرئيس ترامب يمثل حالة طوارئ. وجاء في إعلان ترشيح أحدهم: «أخوض السباق لأنه يتعين علينا إلحاق الهزيمة بترامب».

لذلك دعوني أطرح الإجابات التي لم يقدمها أحد.

-البعض يقول إنه الأكثر خبرة. وهذا مسوغ كان يقدم كحجة قوية أيام كانت الأحزاب ترشح المخضرمين. لكن الديمقراطي الوحيد الذي يمكنه التقدم بهذه الحجة هو جو بايدن، إذ لديه خبرة أكثر من غيره.
-قد يعلن المرشح أن لديه قائمة أولويات مختلفة عن كل المرشحين الآخرين. ويستطيع بيرني ساندرز الزعم بأنه الأكثر تميزاً باعتباره الأكثر يسارية بينما تمثل إليزابيث وارين أكثر قوائم الأولويات شمولاً. ولدى جاي انسلي حملة تركز على تغير المناخ.. لكن هذا قد لا يجدي نفعاً في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية.
-قد تكون الإجابة هي أن المرشح صاحب مواهب متفردة. وهذا الزعم يقدمه كل المرشحين ضمناً. فهم ألمعيون وقادرون على الإقناع ويتمتعون ببصيرة ومملوؤون بالنزاهة والتعاطف وحب الخير.. لكن الناخب قد يحتج بالقول إن المرشح قضى بضع سنوات في الكونجرس وله بعض الحسنات، إلا أنه ليس أكثر الأشخاص استثنائية.
-قد تكون إجابة المرشح أنه يجعل الناخبين يشعرون بأمور لا يجعلهم المرشحون الآخرون يشعرون بها، مثل الأمل والإلهام والحيوية. فقد ألحق أوباما الهزيمة بهيلاري عام 2008، أساساً لأنه جعل الديمقراطيين يشعرون بأمور لم تجعلهم هيلاري يشعرون بها. والتقط ترامب استياء الجمهوريين بطريقة لم يستطعها أي مرشح جمهوري آخر.

لكن كل هذه الحجج مليئة بمزاعم تجهل التاريخ وهو ما يجعل من الضروري أن يقدم المتسابقون نقاطاً أكثر تحديداً فيما يتجاوز قول: «إنني مستعد للتصدي لترامب».

*صحفي أميركي

ينشر بترتب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»