تنظر دولة الإمارات العربية المتحدة إلى القطاع السياحي بالكثير من الاهتمام والعناية، خاصة أنها تمتلك مقومات سياحية متنوعة، تتميز بطبيعتها الخلابة وخدماتها النوعية ومرافقها المجهزة بكل اللوجستيات التي تحفز الزائرين على القدوم إليها، موفرة لهم الراحة والاستجمام والفائدة، حيث بإمكان السائح القادم إليها أن يتعرف إلى المواقع الأثرية المختلفة، من قلاع وحصون تاريخية تكشف عن حياة الأجداد، كما بإمكانه أن يخوض غمار التحدي والمغامرة في أماكن سياحية ترفيهية أخرى، وبإمكانه أن يعيش تجربة السياحة الطبيعية أو العلاجية وغيرها، الأمر الذي جعلها الوجهة الأولى والمفضلة للسياح القادمين من كل مكان.
وفي إشادة جديدة بتميز القطاع السياحي وفرادته وتنوعه في دولة الإمارات، قال تقرير صادر عن موقع «The Travel» إن دولة الإمارات أضحت واحدة من الوجهات السياحية الأكثر شعبية في العالم في فترة زمنية فائقة، وذلك بفضل ما تعج به من أماكن سياحية ومتنزهات ترفيهية، تناسب الأذواق كافة، فضلاً عن وجود أكبر وأفخر مراكز التسوق ورحلات السفاري، ويشيد التقرير بقدرة الدولة على توفير كل أسباب المعرفة والاطلاع على تاريخها وتقاليدها وثقافتها المحلية العميقة الجذور، وذلك برغم طابعها الحضاري المتطور والمتقدم، واشتمالها على مدن مستقبلية عامرة بصروح معمارية معاصرة، وفنادق ومنتجعات سياحية ضخمة.
إن تميز قطاع السياحة في دولة الإمارات، جاء بفضل اعتماد استراتيجيات وسياسات اقتصادية تقوم على التنوع والابتكار، وهو ما حفزها على التركيز على القطاعات الحيوية غير النفطية، لجعلها مساهماً بارزاً ورئيسياً في ناتج الدولة الإجمالي، حيث تقدر الدراسات والتقارير الرسمية، إمكانية أن يسهم قطاع السياحة بأكثر من 11% من إجمالي دخل الدولة خلال السنوات الـ 10 المقبلة، حيث تثبت الدولة بذلك قدرتها على الحفاظ على مكانتها المتصدرة للوجهات السياحية الأكثر جاذبية للسياح في الأسواق العالمية، فبحسب مؤشرات تقارير التنافسية العالمية عام 2018، احتلت دولة الإمارات المركز الأول عالمياً في مؤشر أولوية قطاع السياحة والسفر لدى حكومة الدولة، ومؤشر استدامة التنمية في القطاع، ومؤشر فعالية التسويق لجذب الزائرين، ومؤشر البنية التحتية لقطاع السياحة، ومؤشر وجود كبريات شركات تأجير السيارات، ومؤشر جودة الطرق.
كما جاءت توقعات مجلس السياحة والسفر العالمي، في شهر يونيو الماضي، أن يصل إجمالي حجم استثمارات السياحة والسفر في دولة الإمارات في عام 2019 إلى 29 مليار درهم، بما نسبته 16.2% من إجمالي الاستثمارات بهذا القطاع في الشرق الأوسط، إضافة إلى أنها تستحوذ على 27.3% من عدد السياح الدوليين المتوقع قدومهم إلى المنطقة في العام الجاري.
إن المكانة المتميزة لدولة الإمارات على خريطة السياحة العالمية، جاءت نتاجاً لجهود كبيرة وحثيثة بُذِلت في سبيل تطوير قطاعها السياحي، من خلال تعزيز الاستثمار الحكومي والخاص في هذا القطاع بكل سخاء، رافقه ما تمتاز به من مقومات الأمن والاستقرار، وانفتاحها على الحضارات والثقافات من شتى أنحاء العالم، وحرصها على تنوع منتجها السياحي، الذي يشمل سياحة التسوق والمغامرات والرياضة والثقافة والعلاج والاستشفاء وسياحة المعارض والمؤتمرات، وهو ما أوصلها إلى الفوز برئاسة اللجنة الإقليمية للشرق الأوسط التابعة لمنظمة السياحة العالمية لدورة جديدة تنتهي في عام 2021، نظراً لقدراتها التنافسية العالية في قطاع السياحة، وترسيخ جاذبيتها في قلب خريطة السياحة العالمية بـ 20.5 مليون زائر خلال العام الماضي، وذلك وفقاً لتقديرات مؤسسة «بزنس مونيتور» التي توقعت ارتفاع عدد السياح الدوليين القادمين إلى دولة الإمارات خلال عام 2019 إلى 21.53 مليون سائح، بنمو متوقع قدره 5% عن عام 2018.
عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية