في مطلع أكتوبر تعرض السيناتور المستقل بيرني ساندرز لأزمة قلبية. وفي يوم 15 أكتوبر، في رابع مناظرة للمرشحين «الديمقراطيين»، اشتبك المنافسون «الديمقراطيون» المعتدلون مع السيناتور «الديمقراطية» اليزابيث وارين في سجال شديد بشأن برنامج الرعاية الصحية للجميع. وقدمت «وارين» تأييداً قوياً لبرنامج الرعاية الصحية للجميع الذي عرضه ساندرز وانتقدت «المعتدلين» بشدة.
وأعلنت وارين أن «الرعاية الصحية للجميع هي غطاء الذهب. إنها الطريقة التي نحصل بها على الرعاية الصحية لكل أميركي». وربما يعتقد المرء أن الجمع بين أزمة «ساندرز» القلبية، التي أثارت مخاوف بشأن صحته وسط الناخبين، ودفاع «وارين» الشجاع عن برنامج الرعاية الصحية للجميع المدعوم حالياً بخطة للعائدات، سيدعمها ويجعلها تتقدم على ساندرز، لكن الأمور سارت بشكل مختلف كثيراً.
فقد حصل «ساندرز» على دعم من اليسار، خاصة من النائبة «الديمقراطية» أوكاسيو كورتيز. وبالإضافة إلى هذا، فقد توقف صعود «وارين»، ولنأخذ تاريخاً في أوائل أكتوبر، وننظر إلى موقع المرشحين من بعضهما بعضاً. ففي الخامس من أكتوبر، على سبيل المثال، بلغ متوسط التأييد في الانتخابات التمهيدية «الديمقراطية» على مستوى البلاد، في استطلاعات رأي موقع «ريال كلير بوليتكس» 25.7% لوارين و15.7% لساندرز، لكن في الثالث من نوفمبر، بلغت هذه النسبة 20.3% لوارين و17.1% لساندرز. وحتى بعد التعرض للأزمة قلبية ومع عرض «وارين» لخطتها للرعاية الصحية بقوة، فإنها خسرت أيضاً القليل من الدعم أمام ساندرز. وفي الإطار الزمني نفسه، صعد جو بايدن نائب الرئيس السابق الذي يتعرض لانتقادات يومية من الصحافة والبيت الأبيض من نسبة تأييد بلغت 26.3% إلى 29.1%.
والقصة مشابهة على مستوى الولايات. في الإطار الزمني نفسه، في ولاية أيوا التي أجري فيها أحدث استطلاع للرأي في الأول من نوفمبر، ظلت نسبة التأييد التي تتمتع بها «وارين» ثابته تقريباً من 23% في الأول من أكتوبر إلى 22.3% في الأول من نوفمبر، بينما كسب ساندرز بضع نقاط من 13.5% إلى 15.3%. وفي نيوهامبشير، من الأول من أكتوبر إلى 29 أكتوبر- وهو التاريخ الذي أجري فيه أحدث استطلاع رأي- ارتفعت نسبة تأييد «وارين» من 21% إلى 25% لكن نسبة التأييد لساندرز ارتفعت أيضا من 17.2% إلى 20%.
وساحة المعركة في استطلاعات الرأي في الولايات توضح أن «وارين» أسوأ أداء بكثير من بايدن بل ومن ساندرز في الولايات المتأرجحة. وسيتعين عليها أن تظهر مرة أخرى أن بمقدورها التواصل فيما يتجاوز قاعدتها. والمشكلة أنها لم تستطع قط أن تجتذب قاعدة ساندرز إلى جانبها. صحيح أنه من الخطأ التقليل من شأن «وارين»، إنها أقوى عزيمة وأكثر انضباطاً وتنظيماً من أي مرشح آخر لكن وسائل الإعلام يجب أن تلتفت إلى الأرقام. فبدلاً من طرح السؤال «أيمكن وقفها؟»، يجب أن يكون السؤال الآن «هل لديها نقطة ضعف يمكن هزيمتها من خلالها؟»
*كاتبة أميركية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»