في عام 2016، وقّع عشرات الخبراء والمسؤولين السابقين في السياسة الخارجية على خطاب علني، حذَّروا فيه من انتخاب دونالد ترامب رئيساً، والآن يسارع هؤلاء إلى تأييد جو بايدن، وهناك 133 منهم يؤيدون نائب الرئيس السابق، لأنهم يرون فيه شفاءً من سياسة ترامب الخارجية.
ونشرت حملة بايدن، أسماء هؤلاء المسؤولين السابقين والخبراء الذين خدموا في سبع إدارات أميركية مختلفة، كجزء من استراتيجية بايدن في السباق على ترشيح «الحزب الديمقراطي»، باعتباره أكثر المرشحين خبرة بالسياسة الخارجية، وقائمة الداعمين أيدت دعوة بايدن إلى العودة نحو مزيد من السياسة الخارجية التقليدية الوسطية، وليس الإسراف التقدمي كرد على أسلوب إدارة ترامب في معالجة طائفة من الأزمات الدولية.
ويرى أنطوني بلينكين، نائب وزير الخارجية السابق، وهو مستشار بارز في حملة بايدن، أن «قدرتنا على تحقيق مصالحنا وقيم الشعب الأميركي تعرضت لضرر كبير في السنوات الثلاث الماضية، نحتاج إلى رئيس جديد عام 2020، ونائب الرئيس بايدن هو أفضل مرشح سيعيدنا إلى أرضية مستقرة، ويصلح الضرر الذي حدث، ويستعيد مكانتنا عالمياً».
وحالياً، يواجه الرئيس ترامب جلسات مساءلة، بسبب ضغطه على أوكرانيا من أجل تحقيق أغراضه السياسية، والفوضى تمسك بتلابيب سوريا بعد إعلان ترامب سحب القوات الأميركية من هناك، وقدمت الإدارة دعماً للنشطاء الديمقراطيين في أنحاء العالم، وعدم الثقة الدولية بالولايات المتحدة في أعلى درجاته، وفي غمرة كل هذا، يراهن فريق بايدن على استعداد الأميركيين للعودة إلى سياسة خارجية يديرها محترفون، وذكر بلينكين أن الأميركيين «يعرفون أن بايدن مكرس نفسه لإعادة بناء القيادة الأميركية، ليس كمجرد شعار لكن كشعلة للديمقراطية وحقوق الإنسان، وأمل للشعوب حول العالم».
وكثير من الداعمين الجدد لبايدن كانوا مسؤولين سابقين للأمن القومي في إدارة أوباما، ولديهم علاقات ببايدن منذ سنوات، ومنهم مستشار الأمن القومي السابق توم دونيلون، ووكيل وزارة الخارجية السابق نيك بيرنز، ونائب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي. أي. أيه» افريل هاينز، ومستشارة الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب السابقة ليزا موناكو، ومستشارا الأمن القومي السابقان لبايدن، وهما جاك سوليفان وكولين كاهل.
ويرى بيرنز أنه «لا يوجد عضو من الكونجرس أكثر قدرة على المساعدة، وأكثر دراية بالشؤون الخارجية من جو بايدن، إذ لديه الخبرة في البيت الأبيض ومجلس الشيوخ، ليبقينا آمنين، ويقودنا نحو مستقبل إيجابي وسلمي».
وهناك 77 سفيراً أميركياً سابقاً أعلنوا تأييدهم لبايدن، وكثير منهم قضوا حياتهم في السلك الدبلوماسي، وخدموا في إدارات ديمقراطية وجمهورية، وهم جزء من مؤسسة السياسة الخارجية التي دأب ترامب على مهاجمتها، لكن التحقيق بشأن توجيه الاتهام لترامب يوضح أنهم كانوا يدافعون عن مصالح وقيم أميركا في الصفوف الأمامية، وفي مقابلة مع شبكة «سي. إن. إن» تحدث بايدن بإسهاب عن كيفية معالجة السياسة الخارجية إذا أصبح رئيساً، ووعد بإعادة القوات المقاتلة من «الحروب التي لا تنتهي»، لكنه أعلن أنه سيبقي أعداداً صغيرة لقيادة الائتلافات ومكافحة الإرهاب، ودافع عن القواعد الأميركية في الخارج، باعتبارها تثبيتاً للسلام والاستقرار الدوليين.
وانتقد بايدن، صمت إدارة ترامب إزاء انتهاكات حقوق الإنسان في أنحاء عديدة من العالم، وقال: «يتعين علينا قيادة العالم، وأن نكون قدوة حسنة، وأن نوضح بأن حقوق الإنسان والحريات المدنية مهمة بالنسبة لنا»، ودافع عن العودة إلى التحالفات بناءً على القيم المشتركة، ووعد بالابتعاد عن نهج ترامب في التحالف مع بعض الحكومات غير الديمقراطية، وبعد ثلاث سنوات من تجاهل ترامب لنصيحة المتخصصين في السياسة الخارجية، ربما يتوجب الإنصات للأميركيين الوطنين، الذين كرسوا حياتهم من أجل دور الولايات المتحدة، كفاعل دولي صالح وإيجابي وحكيم.
جوش روجين
صحفي أميركي متخصص في السياسة الخارجية والأمن القومي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»