منذ أن تأسست دولة الإمارات العربية المتحدة على يد بانيها الأول ومؤسسها الملهم، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، نذرت نفسها لوضع أبنائها وأبناء الشعوب كافة في عيونها، فأصرت على إعلاء كرامة الإنسان، والانطلاق بتحسين حياته المعيشية عالياً، والتخفيف عن كاهله كل ما يؤرقه ويضعه أمام أي تحديات، «فأعدّت له الأرض كي يستريح» من أي معاناة أو مشاقّ في الحياة، إلى أن وجد ساكنوها، من مواطنين ومقيمين، أنفسهم ينعمون بخير هذا البلد الآمن والكريم، بفضل من الله أولاً، وبفضل قيادته الرشيدة ثانياً.
والهبة الأخيرة التي قدمتها قيادة الدولة الرشيدة لأبنائها، كانت التوجيهات التي أمر بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، دائرة القضاء في أبوظبي بإيقاف تنفيذ أي إخلاء في القضايا الإيجارية وكل قيد جديد أو إصدار إجراءات تنفيذية من ضبط وإحضار وحبس وحجوزات على الحسابات البنكية والسيارات والأسهم والعقارات لمدة شهرين، باستثناء قضايا النفقة وقضايا التنفيذ العمالي، وذلك سعياً لتخفيف الضغوط عن فئات المجتمع خلال هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها دول العالم أجمع، وبما يجسّد حرص القيادة الحكيمة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، على دعم أفراد المجتمع كافة بشتى الصنوف والأشكال، وتخفيف الأعباء المترتبة عليهم.
لقد كان لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، أثر بالغ الأهمية في نفوس وقلوب كل من يعيش على أرض دولة الإمارات المباركة، التي وفرت لهم كل أسباب الحياة الكريمة، وكانت دائماً عند حسن الظن بها، بما توجه به القيادة الرشيدة من مبادرات تغمر الروح إيجابيةً، وتعزز قيم الانتماء لتراب الدولة الطاهر، الذي لا يفرق بين مواطن ومقيم، فالجميع سواسية والكل ينعم بخيراتها والكل يستفيد من قراراتها التي لم تأتِ يوماً إلا لدعمهم ورعايتهم والإحساس بظروفهم، فالهدف الأسمى لديها هو تعزيز مسارات الأمن الاجتماعي والاقتصادي، والأخذ بها نحو مزيد من الاستقرار والأمان. لقد أدركت دولة الإمارات، بقيادتها وحكومتها ومؤسساتها، أن تفشي فيروس كورونا المستجد «كوفيد - 19» تسبب بظروف اقتصادية واجتماعية صعبة طالت كل سكّان الأرض، فما كان منها إلا أن التفتت مبكراً إلى مجتمعها بكل أطيافه، كي توفر لهم راحة استباقية، لا يعودون يقلقون بعدها من أي مخاوف قد تقض مضاجعهم أو تقلقهم، فلا همّ أكبر الآن من صحتهم وسلامتهم، فالأوطان لا تُبنى إلا بسواعد الناس، وهؤلاء تجب أولا حمايتهم وتوفير كل سبل الراحة والطمأنينة لهم، حتى يمضوا نحو غدٍ أجمل وأكثر أماناً واستقراراً ورفاهاً. إن مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، تأتي الآن في توقيت يكسبها أهمية إنسانية عميقة، تمنح مَن لديه قضايا إيجارية أو مَن صدرت بحقه تعليمات تنفيذية بالضبط والإحضار والحبس والحجوزات على الحسابات البنكية والسيارات والأسهم والعقارات، أملاً بالعيش في دولة تهتم الآن فقط بحياتهم وحياة أبنائهم، بأن تكون كريمة وعزيزة وآمنة، ليفكروا كيف سيصوبون أوضاعهم لاحقاً، بعد أن تزول غمة «كورونا» وتعود الأمور إلى مسارها الطبيعي، الذي يكمل الولوج إلى مستقبل يحمل المزيد من المكانة والسمعة الطيبة لدولة الإمارات وقيادتها ومؤسساتها، ويضاف إلى سجلها الإنساني والحضاري، الذي لطالما أكدت القيادة الحكيمة من خلاله، أن الأولوية للإنسان، ولا شيء قبله.