مقولة «و لا تشلون همّ»، صدح بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رداً على وباء «كورونا» الذي اجتاح العالم، مطمئنا شعب الإمارات. ولا تشلون همّ، مقولة فحواها أنه يشيل عنهم همّ اليوم والغد وبعد الغد وهم ّالأولاد والأحفاد.
وأقول لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد: صدقت أطال الله عمرك كفّيت ووفّيت، فالرجال في الدنيا ثلاث كما يقول الحكماء، رجل كنسمة الهواء العليل، ورجل كالدواء الشافي للعليل، ورجل كالغذاء الذي ليس له من بديل، ورجل اجتمعت فيه الخصال الثلاث بلا منازع، فهنيئا لسموك على هذه المنزلة لدى شعبك المخلص الأبي، فقد أعلنتَ عن الخط الأحمر الجديد «الغذاء والدواء»، وقد ساويته بالأمن في البلد، وهذا عهدنا بك دائما يا صاحب القلب الشفيق.
في زيارة لسموه إلى بعض مناطق الدولة، كان صوت الولاء حاضراً عالياً، وقد وقف سموه يصافح الشعب فردا فردا. وقف بين يديه شاب في مقتبل العمر من بين جموع المصافحين في إحدى إمارات الدولة، فبعد السلام والسؤال عن الحال، وجه سموه سؤالاً مباشرا ًومفاجئاً إلى الشاب: ما هي الأمنية التي أردتها ولم تتحقق؟ فأجاب الشاب بكل ثقة: رؤية الوالد زايد رحمه الله، ولكني رأيته فيك اليوم طال عمرك.
فأثنى سموه على الشاب حسن الجواب وإخلاصه في الولاء الفطري دون تكلف ولا ضوضاء.
وعندما علق بعض الناس من شتى الدول في أزمة «كورونا» بيوهان، تحرك في سموه النزعة الإنسانية، لكي ينطلق إلى هناك لإنقاذ من لم تستطع بلاده ذلك فلم يتوان عن هذا الفعل الإنساني البحت لحظة ولم يتردد برهة عن إرسال الطائرات المناسبة للظرف الطارئ لإجلاء الإنسان في هؤلاء البشر من أي مكان قدموا.
وقد تم تجهيز المدينة الإنسانية لاستقبال هؤلاء وتقديم كافة الخدمات الطبية لإخراجهم من الحالة «الكورونية» إلى صحتهم الطبيعية، ومن ثم إعادتهم إلى أهليهم وذويهم كل في بلده.
هذا فعل إنساني يتحلى بسمات نبيلة وفريدة في وقت الكل يتجنب الكل، وهو مصداق قول أحد الحكماء عندما قيل له: إن فلانا قادر على الطيران ! فأجاب: هذا أمر غير مهم فالذباب والبعوض يطيران. قالوا: وماذا عن فلان يسير فوق الماء !فأجاب: هذا أيضا غير مهم، فلوح الخشب يطفوا فوق الماء. قالوا: فما هي المعجزة؟
قال: أن تمشي بين الناس وتصبر على أذاهم، ولا تفقد مبادئ الأخلاق، فلا تكذب ولا تسرق ولا تغش ولا تغتب ولا تخون ثقتهم واعتمادهم عليك ولا تكسر قلوبهم، أن تكون إنسانا هي المعجزة الحقيقية.
بو خالد حفظه الله، تربى بمدرسة المغفور له الشيخ زايد الذي حمل همَّ صناعة الرجال أكثر من الالتفات لتراكم الأموال، لأنه يؤمن بأن الرجال هم صناع المال.
وفي رسالة مليئة بالطمأنينة يغرد سموه قائلا: «أريد أن أطمئن كل مواطن ومقيم على هذه الأرض الطيبة أن الإمارات - بعون الله - قادرة على تأمين الدواء والغذاء إلى ما لا نهاية.. فالدواء والغذاء خط أحمر.. وبفضل الله تعالى الدولة آمنة ومستقرة.. وجاهزيتنا مستدامة لمواجهة التحديات كافة»، وقد عقب معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، في تغريدة له قائلا: «كلمات واثقة ومطمئنة من قائد استثنائي، والتزام واضح بالمواطن والمقيم على هذه الأرض الطيبة، قيادة خيِّرة ووطن كريم..».
نحن اليوم نقف أمام قامة سامقة وجبل أشم، وسموه على أتم الاستعداد لتحمل هموم أجيال قادمة، يصنع منها رجالاً كالجبال الراسيات تواجه الأزمات بكل ثقة وثبات.
*كاتب إماراتي