في المقالين السابقين تحدثنا عن أزمة السائح الخليجي في أوروبا هذا العام، وما حدث من تصرفات فردية أساءت إلى السائحين الخليجيين بشكل عام، خاصة بعد تداول هذه التصرفات على مواقع التواصل الاجتماعي. وقد تلقيت العديد من الرسائل والآراء حول مواجهة هذه الأزمة، وكيف يمكن تخطيها، ويمكن أن ننهي هذا النقاش حول هذا الموضوع بعدد من التوصيات التي تم تداولها مع القراء الأعزاء. أولاً يجب أن تكون هناك حملات توعية ثقافية وإعلامية، تتولاها الجهات المسؤولة ووسائل الإعلام وأن تكون عن طريق الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، بتوعية السائح وإرشاده إلى احترام قوانين الوجهات السياحية التي نسافر إليها، وضرورة التعرف على قوانين وسلوكيات وثقافة هذه الدول، حيث إن ما يمكن أن تفعله في وجهة سياحية ما، قد لا يتناسب مع وجهة أخرى، وأن احترام الآخرين وقوانينهم وعاداتهم عند زيارتهم، من أساسيات الأخلاق والدين. ثانياً يجب أن يعرف كل سائح أنه في النهاية يكون ممثلاً لبلاده، وسفير غير رسمي لبلده ولمنطقة الخليج والعالم العربي ككل، وأن أي تصرف يصدر عنه يترك انطباعاً عن بلاده ووطنه، وعندما يكون إيجابياً، فالجميع يستفيد منه، والعكس صحيح. الأمر الثالث هو أمر شخصي كثيراً ما ناديت به وكتبت عنه، وهو أننا بحاجة ماسة إلى وضع مادة عن السياحة وصناعة السياحة وثقافة السياحة في المناهج الدراسية، فنحن كدولة الإمارات بلد سياحي مهم على خارطة السياحة العالمية، وتدريس السياحة وثقافتها مهم جداً لمستقبل السياحة الواردة إلينا، وكذلك لنقل الخبرة والتجربة للأجيال الجديدة في الحفاظ على ما حققته الإمارات من سمعة طيبة على مستوى العالم. ويجب أن نتخذ المبادرة الأولى في تدريس مادة السياحة بمدارسنا، وستلحقنا دول الخليج ودول المنطقة بعد ذلك، فالسياحة لم تعد مجرد طائرة وفندق، بل تخطت آثارها وآفاقها العديد من مناحي الحياة، وكان ما حدث أكبر دليل على ذلك.. وحياكم الله..