عام جديد جاء، وقلبي يخفق بالحب والأمل لكل من أكرمه الخالق بالوجود على هذه الأرض المباركة بحكامها المستنيرين الذين باركوا الإمارات بالسلام والأمن والطمأنينة وفيض الخيرات والسعادة. فصفقوا وأرقصوا وغنوا إمارات.. إمارات يا كنوز المحبة وحنان الأمومة، فأنت أصبحتِ لنا حضناً ورزقاً يدوم على مر الأيام وتعاقب السنين والأعوام. الإمارات سبع منارات ترفرف بالسلام وبالأمان.
عام جديد جاء، وأعوام قبله مرت. ونحن ندري أي دروب ستشق أحلامنا لتبزغ كالنور وتضيء وجودنا. عام جاء وأعوام تساقطت كأوراق الشجر. عام مضى، فهل ستنسى القلوب ما مرَّ بها في دوامة الأيام؟ عام جديد.. فهل سيأتينا بما نشتهي وما نهوى؟ أيأتينا العام الجديد بعلمٍ كنا نجهله، وخيرٍ كنا نأمله، وسلامٍ كنا ننتظره؟ 
نقول: جديد هذا العام.. فنحتفل ونشعل شمعنا الأبيض، وفي الأرواح آلاف من شموع الأمل قد اشتعلت. عام جديد.. إن مس أرواحنا أضأنا، وإن نأى أرخى علينا اليأس ظله. فليس ضياء الفجر وحده ما ينير دروبنا، بل ضوؤك أنت أيها العام الجديد المكتنز بخفايا الأمل الذي كجوهرة الوجود في الحياة. تنسلُ إلى أحداقنا في شدة الإعتام فنبصرُ، تنسل إلى أروحنا في وحشة النفس فنأتلق. فنحن غرسك السخي، نخترق بسلطتك مدارج الفلك، ونحرث الأرض بفأسك القوي. وما من ضلالة تغشى على أبصارنا.
أيها العام الجديد سنمضي إلى غاياتنا وملء قلوبنا مسرة الحياة وملء عقولنا النور والذكاء، لعل من يجيء بعدنا يرى الطريق مشرقاً يقوده إلى رحابة الإمارات. أيها العام المخبأ في الغموض، رأينا السنين تمر علينا سراعاً، وتنقش وشم خطاها على صفحات الجسد. فيا أيها الزمن الذي يولد كل عام من رحم الغيب، ها أنا بسطت آمالي وهتفت بالطير الطليق: ها ملء كفي الماء والبذار فأرخ أجنحتك، واهدئي في حديقة روحي الطليقة.
عام جديد وأعوام تمر. ولكل أحبابي في قلبي حب ودر. فألف تهنئة بعام نرتجي خيراً وإسعاداً. وألف أمنية يظللها الحب ويحفظها السلام.