لا تنزعج، فهذا ليس حديثاً عن حرب، وإنما عن منافسة قارية، تتطلب قواعد اشتباك الكرة الجديدة وكل مهاراتها.
وبداية، تشهد البطولة سباق عمره من عمرها فمنذ 1956 فازت اليابان وكوريا الجنوبية باللقب 6 مرات مقابل 9 مرات للغرب، السعودية وإيران والعراق والكويت وقطر، وفي دائرة هذا السباق هناك منتخب الإمارات، الذي تأهل للدور قبل النهائي في بطولتي 2015 و2019، وجاء ثانياً في بطولة 1996. والوجود في تلك الدائرة يفتح أبواب الأمل والحلم، وكي يتحقق ما يحلم به جمهور «الأبيض»، هناك قواعد أساسية للعب في البطولات القارية والمجمعة وممارسة مهارات اللعبة الآن.
هذه القواعد مضمونها معروف، سرعة اللعب، وسرعة التحول من الدفاع للهجوم، وسرعة استرداد الكرة، واستخلاصها، وسرعات اللاعبين، وكيف يتحرك الفريق بخطوط متقاربة، وفي مساحة تمثل كتلة واحدة، وبراعة التحرك في المساحات بين خطوط المنافس، والأداء الجماعي، والحلول الفردية الضرورية، وكذلك الضغط على المنافس، ومعدل أعمار الفريق.
في كثير من التقارير والتحليلات التي تتناول البطولات الكبرى، يكون التركيز أحياناً على نجم يملك مفتاح الفوز، وعلى سبيل المثال وليس الحصر علي مبخوت في منتخب الإمارات، فهو هداف الفريق التاريخي في 161 مباراة دولية، وهداف الجزيرة، ومثل عدي الدباغ نجم منتخب فلسطين والمحترف فى شارلروا البلجيكي، ومثل مهدي طارمي هداف إيران، واستناد التحليلات وقدرات فريق على لاعب واحد أو نجم ليس صحيحاً أو دقيقاً لقياس قوة هذا الفريق، فالأمر يتطلب نظرة أعمق لعدد أصحاب المهارات، ومفاتيح اللعب، وعدد اللاعبين الذين يحرزون الأهداف، وكيفية التزام الفريق بقواعد اللعبة الآن.
أضاف البرتغالي باولو بينتو مدرب الإمارات منذ توليه المسؤولية في يوليو الماضي شباباً جديداً في تكوين «الأبيض»، وحقق الفريق نتائج جيدة في تصفيات كأس العالم 2026 وكأس آسيا 2027، وفاز في 6 مباريات على التوالي وخسر مباراة واحدة أمام عُمان، وسجل 14 هدفاً، مقابل 3 أهداف أصابت مرماه، والتحليل الدقيق لمستوى المنتخب يتطلب تقييم الأداء الجماعي وتنفيذ الانتشار دفاعاً وهجوماً، وتطبيق جمل يمكن أن تشكل عنصر المفاجأة للمنافس.
يلعب «الأبيض» أولى مبارياته أمام هونج كونج العائد للبطولة بعد غياب 56 سنة، ثم يواجه منتخب فلسطين المعروف بحماس لاعبيه، وأخيراً يلتقي منتخب إيران، وهذا أفضل ترتيب لجدول مباريات الفريق في المجموعة، بحيث يترك سباق الصدارة للمباراة الأخيرة، وثقة اللاعبين واللعب بشخصية قوية من أهم أسلحة الفريق وهو يخوض غمار بطولة القارة، علماً بأنه لا توجد مباراة سهلة، خاصة مع التغير النسبي في خريطة الكرة الآسيوية، والمهم أن تكون حسابات باولو بينتو قائمة على خريطة الأدوار التالية، وهو ما أظن أنه يشغله ويشغل جماهير «الأبيض».
** كل التوفيق لمنتخب الإمارات، والأمنيات أن يرسم البسمة على وجوه جماهيره، ويتخطى مرحلة دائرة القمة، إلى صدر القمة.