كرة القدم تتطور وتتغير خريطتها في آسيا وفي أفريقيا، فالمنتخبات التي تخسر أمام فرق كبيرة، قاومت، وحاولت، وهددت أيضاً مرمى المنافس، ولذلك كان فوز منتخب الإمارات على هونج كونج متوقعاً في أولى مبارياته بكأس آسيا، لكنه لم يكن فوزاً سهلاً، فالمنافس لا يقارن في ميزان القوة بالمنتخب الإمارات، ومع ذلك فقد امتلك القوة والسرعات وشكل تهديداً لمرمى خالد عيسى في بعض الفترات حين أصاب الدفاع ببعض الخلل.
وبرز من الفريق شبابه الجديد، لاسيما سلطان عادل وزايد سلطان، لكن المباراة الأولى تعد دائماً مفتاح الفرق في البطولات المجمعة، وهو الأمر الذي أكده باولو بينتو مدرب الأبيض قبل انطلاق البطولة، حيث أشار إلى أهمية المباراة الأولى ومضيفاً: «نلعب كل مباراة وهدفنا الفوز».  
الفوز سيكون مهماً في المباراة القادمة أمام منتخب فلسطين لجمع 6 نقاط، وكنت أكدت أن ترتيب مباريات الأبيض في البطولة جيد، حيث ستكون المباراة الثالثة في المجموعة أمام منتخب إيران الذي قدم استعراضاً للقوة أمام منتخب فلسطين الذي لعب بحماس وسط أجواء حماسية، وكان هذا الحماس من أسباب عدم التنظيم في الملعب، من دون التقليل من قوة المنتخب الإيراني.
نتائج الأيام الأولى في البطولة تؤكد «السطر الأول» في المقال، فلم تعد الفرق غير المصنفة جسوراً لعبور الفرق المرشحة، حتى اليابان البطل السابق، حين فاز على فيتنام 4/ 2، فإنه في لقاءات الفريقين السابقة ليس سهلاً أن ترى منافس الساموراي يسجل هدفين، وحتى فوز أستراليا على الهند بهدفين مقابل لا شيء، فإنها نتيجة أقل مما كان متوقعاً، إلا أن القاعدة التي تنتهي إليها كرة القدم تقول: «الكبار في النهاية يتوجون بالبطولات».. وهي قاعدة مؤكدة في تاريخ كأس العالم وكأس آسيا وكأس أفريقيا.
وفي أبيدجان عاصمة كوت ديفوار كانت مباريات الأيام الأولى تؤكد أن الأسماك الصغيرة يمكن أن تجهد حيتان القارة، فاليوم التالي للافتتاح كان عنوانه: «الصدمة»، فقد تعادل منتخب مصر بصعوبة مع موزمبيق بركلة جزاء، وخسرت غانا أمام الرأس الأخضر 1/2، وتعادلت نيجيريا مع غينيا الاستوائية بهدف لكل منهما، ولم يكن أداء منتخب مصر بالصورة التي كان ينتظرها الجميع بعد أرقام الفريق مع البرتغالي فيتوريا، الذي لعب 14 مباراة وتعادل في واحدة وخسر واحدة وفاز بالباقي. وقد خرجت تلميحات تشير إلى تأثير الرطوبة والحرارة على لاعبي المنتخب المصري، لكن كمية الجري والهجمات التي شنها الفريق بعد تأخره تؤكد أن هذا التأثير يمكن تجاوزه بالجدية والتنظيم وتقارب الخطوط، وجعل الكرة هي التي تجري بالتمرير، وليس أن يجري كل لاعب بالكرة، ويسحب خلفه الفريق كله حتى يفقدها.
** الأبيض يمكنه أن يسجل صعوده للدور التالي بالفوز في مباراته المقبلة، بينما منتخب مصر باتت مواجهة غانا «عنق زجاجة».. وهي نفس الزجاجة التي أحاطت بأعناقنا منذ قديم الزمن!