لست من الذين يحملون المدرب كل شيء في حالات الخسارة أو عدم التوفيق، إلا أن تصريحات المدربين تبدو دفاعاً مبكراً عن النفس، أو تفسيراً لا يقنع المتلقي.. لقد خرج «الأبيض» من دور الستة عشر في كأس آسيا، بركلات الترجيح أمام منتخب طاجيكستان، الذي حقق إنجازاً تاريخياً كما قال مدربه الكرواتي بيتر سيجارت، وهذا مفهوم، لأن منتخب طاجيكستان جديد على خريطة الكرة الآسيوية، شأن منتخبات أخرى تأهلت إلى دور الستة عشر مثل تايلاند وفلسطين وسوريا وإندونيسيا وقد تطورت هذه المنتخبات بلا شك، إلا أنه من الصعب أن تشهد البطولة في نهايتها منتخباً جديداً يتوج باللقب.
أما باولو بينتو، فقد ألقى خطاباً في مؤتمره الصحفي يبرر ويفسر ويعترف ومن ضمن ما قاله: «حققنا الهدف بالوصول إلى المرحلة الإقصائية، ولكننا ارتكبنا الكثير من الأخطاء، والأخطاء في مثل هذه المسابقة تؤدي في النهاية إلى الوداع».
ينسب للمدرب البرتغالي الدفع ببعض الشباب في البطولة، وبعضهم قفز إلى مصاف النجومية، ويحاسب المدرب بقوة على جملة أداء الأبيض في المباريات التي خاضها، وعلى عدم الاستعانة بهداف الفريق الذي يملك خبرة كبيرة وهو علي مبخوت في فترات حاسمة تحتاج إليه، ويحاسب باولو بينتو على ظنه بأن منتخب الإمارات ذهب إلى الدوحة بهدف التأهل إلى الأدوار الإقصائية، بينما أظن من خلال متابعات مستمرة وقديمة أن الأبيض كان يتطلع إلى قبل النهائي على الأقل وربما ما بعده أيضاً، وإجمالاً لم يكن أداء الفريق أمام منتخب فلسطين جيداً، ولم يكن كذلك أمام منتخب إيران، ثم طاجيكستان الذي لاحت له عدة فرص تهديف خطيرة.
الخروج بركلات الترجيح لا يجب أن تعلق عليه النتيجة الأخيرة، فماذا قبل ركلات الترجيح؟ أدرك أن تصفيات كأس العالم في آسيا تعد من المهام المنوط بها باولو بينتو، إلا أن تقييم أداء الأبيض فنياً ضرورة، لتحقيق حلم التأهل للمونديال للمرة الثانية.
في أفريقيا، السؤال مطروح في شارع الكرة المصرية أيضاً، فالمنتخب ودّع كأس الأمم بأسوأ نتائج وأسوأ أداء في دور المجموعات، وتأهل لدور الستة عشر بمعجزة موزمبيق، ثم قدم الأداء السيئ نفسه أمام منتخب الكونغو الضعيف، والنتيجة المنطقية أنه لا يستحق الاستمرار، ولا يستحق الكأس الثامنة، وذلك نتيجة منطقية لأخطاء غير مفهومه من المدرب البرتغالي فيتوريا، فأمام منتخب الكونغو كان نقص اللياقة البدنية وراء تراجع المنتخب إلى الخطوط الخلفية وراهن على ركلات الحظ، ولم يكن سوء الحظ سبباً للخروج من البطولة على الإطلاق.
في مصر، علت في الإعلام صيحات تطالب اتحاد الكرة بتغيير المدرب كالعادة، ومن أسف أن الاتحاد نفسه في وضع الدفاع عن النفس لأن المطالبات باستقالته مطروحة بقوة.
** الكوري الجنوبي شين تاي يونج، مدرب منتخب إندونيسيا قال إنه يشعر بخيبة أمل لخروج فريقه من البطولة.. قال ذلك بعد الهزيمة من أستراليا بأربعة أهداف نظيفة.. فهل جملة خيبة الأمل تصلح اعترافاً؟