كلاسيكو الدوري الإسباني بين ريال مدريد وبرشلونة، في الدور الأول، كان على ملعب «مونتجويك»، 29 أكتوبر 2023، وانتهى بفوز الملكي بهدفين لهدف.
وكلاسيكو الدور الثاني على ملعب «سانتياجو برنابيو»، معقل ريال مدريد، 21 أبريل القادم.
فهل ما زال هو «كلاسيكوس دوس كلاسيكو»؟ هل ما زال هو «كلاسيكو الأرض»؟
بالطبع هو «ديربي» قوي وعظيم وله تاريخ، لكنني أرى أن المواجهة بين مانشستر سيتي وليفربول أصبحت «كلاسيكو» أيضاً، وينافس أشهر «كلاسيكو» على وجه الأرض، وهو من نتاج صراع قديم صنعته السياسة أولاً، ثم القوة والندية.
وفي مرحلة الألفية روج الإسبان لهذا الصراع، وباعوا للعالم مباراة ريال مدريد وبرشلونة. وتضمن الترويج مخاطبة العالم بمقارنات بين ميسي ورنالدو، وبأخبار عن النجمين، وعن المدربين، وعن سباق الكرة الذهبية، وكان ذلك كله في سياق «صراع قد يرتفع أحياناً إلى مستوى المعركة»، لكن الإنجليز لم يتقنوا تلك اللعبة، هم منغلقون، هم دائماً في نطاق الجزيرة البريطانية، هم دائماً في دائرة الملعب.
في السنوات الأخيرة خطف «كلاسيكو» مانشستر سيتي وليفربول الأنظار والأضواء لمن يحبون كرة القدم وتجذبهم خططها ومهاراتها، وما فيها من دراما مثيرة ونظيفة، ويضفي عليها أن تلك الدراما ليست بين خصمين على القدر نفسه من القوة، ويمضي الفيلم بينهما دون غيرهما، وإنما مانشستر سيتي وليفربول في سباق مع أرسنال أيضاً، ووجود طرف ثالث في الصراع يعزز الدراما، وإن كان ذلك مخالفاً لرأى أساتذة الدراما الذين يرونها أفضل بين خصمين على القدر نفسه من القوة.
لكن دراما «البريميرليج» أشمل وأوسع، وفي سنوات قد تتسع دائرة السباق على اللقب، وكل مباراة تبدو صراعاً على الفوز، وهو جوهر اللعبة، ولذلك ظل الكلاسيكو الإسباني بين ريال مدريد وبرشلونة هو أقوى ما في «الليجا»، بينما في الدوري الإنجليزي كل مواجهة تقريباً قوية ومثيرة، وأصبح «البريميرليج» أقوى دوري وأفضل صالة عرض لكرة القدم.
في الدقائق الأخيرة، كاد جيريمي دوكو مهاجم مانشستر سيتي أن يسجل هدفاً قاتلاً في الدقيقة 89، بتسديدة بيسراه ارتدت من القائم الأيسر، إلى يد كيليهير حارس مرمى ليفربول الذي طالب أيضاً بركلة جزاء في الدقائق الأخيرة، ولكنها لم تُحتسب، ودفعت كلوب لانتقاد طاقم غرفة الفار «لماذا يرى حكام تقنية الفيديو، أن المخالفة لم تكن واضحة وصريحة؟، ما الذي يتناوله هؤلاء الحكام في وجبة الغداء، إذا كان رأيهم أن المخالفة غير واضحة؟».
** يقول جوارديولا عن كلوب إنه أفضل مدرب، ويقول كلوب عن جوارديولا إنه أحسن مدرب في العالم، وكلاهما لا يعرف كيف يضيف الملح والفلفل الأسود على الحروف والكلمات لتكون مواجهة «السيتي» و«الريدز»، «حارة» في «حارة»؟!