عندما تكون أنت كما أنت، ومن دون خصال مستوردة، تكون حياتك مثل مرآة صافية، لم يلحقها الغبار، وعندما تتحلى بصفاتك، لا بصفات غيرك، تكون بلا أحمال، تعرقل وصولك إلى السعادة.
الذين يقلدون، كمن يحثو التراب على وجهه، فيبدو مشوهاً، ومخيفاً.
الذين يقفون على رصيف الحياة، وينظرون إلى المارة في الشارع، ويتمنون التشبه بهذا، وذاك، يشعرون بعد حين من الزمن بالتعب، يشعرون بالسأم، لأن ما يتراكم على صدورهم من صور وهمية يصبح مثل التراب على قطعة معدنية قديمة.
الذين لا يقتنعون بما لديهم، ويتوقون إلى ما لدى غيرهم يعيشون في حالة بحث في اللامتناهي، فلا يصلون، ولا يستقر لهم بال.
فلا يكون الإنسان بذيئاً إلا بالخصال التي يستوردها، فهو مثل ذلك الشخص الهزيل الذي يرتدي قميص جاره السمين، فلا بد أن يبدو نافراً، شاذاً، لأن ما يرتديه ليس له، إنه قميص غيره.
لا يكون الإنسان بذيئاً إلا عندما يجلب ما لغيره، ليصبح ملكه، ولكن ما لغيره ليس له، إنه لغيره، إنه مثل الرقعة السوداء على ثوب أبيض، إنه كيان مستنسخ، لا ينطبق على حقيقة الأشياء.
عندما تصبح الخصال مثل معاجين التجميل، يصير الإنسان مثل الدمية، لها صفات الكائن الحي، ولكنها ليست حية، إنها من طين وعجين، إنها كائن بخيال البشر، وليس للبشر سوى قدرة التماهي بضعف وقلة حيلة.
يصبح الإنسان بذيئاً عندما يقف أمام المرآة، ويقول يا ليت هذا الوجه يصبح كوجه فلان، إنه هنا يستبعد نفسه كونه إنساناً ويتحول إلى غيمة غير ممطرة، وظيفتها فقط حجب ضوء الشمس عن الأرض.
يصبح الإنسان بذيئاً، عندما يغادر منطقة الجوهر، ويصبح مجرد حالة راهنة تتحول مع الزمن إلى قطع غيار لمركبة قديمة، جلبت من أماكن مختلفة، لعلها تحرك لها ساكناً.
يصبح الإنسان بذيئاً عندما يتسرب في الحياة، مثل الطفيلي، يعيش على رائحة النفايات في جلد ميت.
يصبح الإنسان بذيئاً، عندما يستنسخ جماله من جمال الآخر، ولا يرى في نفسه إلا آلة صماء، تحركها يد الآخر.
فعندما تلهث المرأة وراء إرضاء رغباتها، من خلال استدعاء خصال الأخريات، تصبح هذه المرأة، مثل صدى الصوت، المصطدم بجدران خاوية.