- «في ناس فعلاً ما يعرفون يبيعون، ولا أعتقد بيتوفقون، لأنهم يختارون الوقت الغلط والناس الغلط، مثل ذاك المحل الذي يبيع بطانيات صوف، و«دواشق» بجوار محل قهوة، فتجد ذلك البائع الذي يبدو مثل الحراس الأمنيين يتلقاك الساعة العاشرة صباحاً وأنت قاصد محل القهوة لتبدأ صباحك بفنجان ساخن، فيعرض عليك كاتلوجات البطانيات وأنواع «الدواشق»، فتعتذر منه بلباقة، المشكلة أن هذا البائع لا يثبت الوجوه، ويختار دائماً الوقت الغلط لشرح جودة منتجه، حتى صارت مشكلة يومية لك قبل أن تتناول فنجان قهوة الصباح، حتى اضطررت مرة أن تعزمه على فنجان قهوة لتشرح له أن بعض الأشياء يشتريها الإنسان مرة واحدة في حياته، مثل البطانيات و«الدواشق»، ويمكن أن نتوارثها، والآن استمتع بقهوتك.. واتركني أشرب قهوتي بهدوء»!
- ليس مثل بائعي العطور في «المولات» إزعاجاً، خاصة حين تلتقيك واحدة بعطور تجلب العطاس، وتزيد من احتقان الجيوب الأنفية، وتشك أن عطور تقليد، ونسبة الكحول فيها عالية، والبعض من هؤلاء البائعين يستقبلك بـ «مدخنه تقول هابط على مجلس أو مكسار عرس»، لا يدري فيك «زيران ما فيك، بتستنزل أسيادك»، كل ذلك من أجل يعطرك، لكن قبل أن يعطرك يزعجك!
- بعض من الباعة اللحوحين يذكرونك بسوق الحميدية أو البزار الكبير في اسطنبول، وبعض الأسواق الشعبية في المغرب العربي أو جنوب شرق آسيا أو محلات اشتر واحدة والثانية ببلاش، طبعاً هذه الأمور صعب تجدها في ألمانيا أو الدول الاسكندنافية أو في «المولات» الكبيرة في أسواق العالم المتحضر، لا الدول الاستهلاكية التي تبيعك شيئاً واحداً، وتحملك الثاني مجاناً، وهو بالتأكيد لا ينفعك، وكأنك تسرق نفسك!
- ما يثير العجب، زمان تجد البائع محترماً له هيبة ووقار، وتجده دائماً جالساً في محله أو دكانه، اليوم أرى كل البائعين جالسين خارج أبواب محلاتهم، وكأنهم «سنتريه» يحرسونها من الداخل والخارج، وكثير منهم يشبهون بعضهم بعضاً، بدلة سوداء تليق بطالب جامعي، وشعر يتصالق من «الجل»، ونقاله في يده، وبنطلون قصير مفصل بالكاد على محور الرجل، ويلوك علكاً شارف على الانتهاء، وذهب رحيق السكر منه، وتجده لا يبيع بألف درهم في اليوم، ولا يربح صاحب الحلال عشرة آلاف في الشهر، مثل هؤلاء الباعة يشعرونك أنهم مشاريع سينمائية فاشلة!