من فوائد البطولات المجمعة الكبرى، مثل كأس آسيا المقامة على أرضنا، ليس فقط أن نفوز أو أن نتأهل، ولكن أن نطلع على عمل الآخرين.. أن نقيّم تجربتنا بمحاذاة تجاربهم.. أن نرى ماذا أنجزوا قياساً بما أنجزنا، وكيف استثمروا مواردهم وإمكانياتهم - كثرت أو قلت - ليحققوا ما حققوا، حتى من يتراجع، علينا أن ننظر إلى تجربته هو الآخر.. كل ما في هذه البطولات دروس.. هي سوق للاعبين والمدربين، وأيضاً للخطط والآليات.
من هنا فإن تجربة المنتخب الأردني الشقيق المبهرة حتى الآن، تستحق أن ننظر إليها بإعجاب و«باقتباس» إن أمكن، و«النشامى» حجزوا بطاقة التأهل الأولى إلى ثمن النهائي قبل الجميع، وهم في طريقهم إلى تحقيق إنجاز تاريخي لم يحدث لهم، فإذا ما حققوا الفوز على فلسطين في مباراتهم القادمة بعد غد، ستكون المرة الأولى خلال أربع مشاركات بكأس آسيا، التي يحقق فيها ثلاثة انتصارات في دور المجموعات، وهو فوز ممكن ومتوقع للشقيق الأردني، حتى لو خاض مباراته الأخيرة بالصف الثاني، ليحصل نجومه على راحة، ولإدخال مجموعة جديدة أجواء المنافسة، وحتى لو غاب الثنائي سالم العجالين ويوسف الرواشدة، وهما من أبرز عناصر الفريق، لداعٍ طبي، لن يمكنهما من اللعب.
المنتخب الأردني بدأ مشواره في البطولة، بفوز ثمين جداً على حامل اللقب الفريق الأسترالي، ثم أكد أن فوزه لم يكن مصادفة ولا طارئاً، بالفوز على سوريا ليحسم مبكراً صدارة المجموعة الثانية بست نقاط، وهما انتصاران، تحققا لأسباب عدة، منها التنظيم الصارم الذي يتحلى به «النشامى» في أدائهم، والسرعة في التحول من الدفاع إلى الهجوم والعكس، فقد لعب الفريق مباراتيه بتشكيلة واحدة تقريباً، كما يجيد «النشامى» اللعب بطرق عدة في المباراة الواحدة، وهو أمر وإن كان مستغرباً لدى الفرق العربية بالذات، إلا أن الأردن أكد أن بإمكاننا بالمثابرة وبالروح أن نبرع فيه، وتمكن «النشامى» بهذا التكتيك «المرن» والحيوي من تحقيق ما يريدون، والظهور فريقاً مؤهلاً للمضي إلى أبعد نقطة في البطولة، وليس أدل على حالة الفريق من أن هدفين من ثلاثية الفريق في أستراليا وسوريا، سجلهما مدافعان، هما أنس بني ياسين وطارق خطاب.
أيضاً، لا يمكن إغفال الروح القتالية الواضحة للاعبين والانضباط التكتيكي الذي يؤدون به، ويحسب للمدرب البلجيكي فيتال بوركيلمانز أن صنع للفريق شخصية البطل، وعلى الرغم من تواضع السيرة الذاتية لفيتال مديراً فنياً، إلا أن لديه الكثير من الطموح لإثبات وجوده.

** كلمة أخيرة:
في الملعب انتصارات كثيرة .. أحدها أن نتعلم