السحر سحرك والخمار خمارك، وما تحت الخمار، نجمتان وأهداب بألق الليل، وصهيل المزملات بالجموح والجنوح، وطغيان اللواعج، وما سرب الهوى من شوق وتوق، ونسق المعطيات في الطوايا والثنايا والسجايا. هذه أنت في الأسرار والأخبار والأطوار، غيمة على صهوة الوجود، ونجود تألق بعشبة البريق، والمقلتان تقلبان جمرتين، واللظى بوح لأعطاف ترامت رقية الماشين بين الثلج والنار، بين الطوق والنطاق، بين السرد والأسرار، بين البحر والدوار، بين النحر والسوار، بين الفكر والمدار، بين الحبر والأفكار، بين نقطة الصفر وأبجدية الحوار.
في غضون الرعشة، وهوامش الذروة القصوى، تبدين رحلة مؤجلة، وقافلة في تيه المسافات الطويلة، تحدب، وتنحت على الرمل، صورة كائنات خبت هنا، ولهجت هناك، ونقشت على قماشة الزمن ما جال وجاش في بال الطير، وما حط على قمة الشجر. السحر سحرك، وأنت نبرة البوح، أنت السكنة والحركة في وجدان الأرض، أنت الترائب، وأنت المناقب، وأنت الصرخة الأولى وأبدية الحلم، أنت البداية والبدائية، وأنت النهاية والأمدية، أنت السحر وسحر، وأنت الفكرة في متن القصة الأزلية، أنت الجدول والجدلية، وأنت الجديلة ومفصل القبلة والقبيلة، أنت الفصيلة والسواحل والمناهل، وأنت اللحظة المتشظية. وأنت الجملة الفعلية في الرواية الأولية، وأنت نخلة الأشواق، وعنق الزجاجة في حلم الليالي المخملية، أنت النظرة والنفرة، وأنت الموجة على سواحل الوعي، وأنت قوامة الرغبة، وأنت قامة الأنساق، في عمر الهوى والعشاق، وأنت سطوة الريح في مناطق العشق، أنت الآية، أنت الحكاية في قلب الجبلة، وأنت اللظى والتشظي، وأنت لوعة الطير، حين تنوء الأفئدة بحمل الجبال، وما ساور ابن آدم من تكاليف الزمان، وأسباب الأسئلة الغامضة في شجون امرأة بدوية، أنت سيدتي خفقة الأوراق عند نافذة تغط في حشرجة الزلازل، وإخفاقات الفكرة في رأس امرأة سفسطائية، وأنت في السؤال والجواب، أنت سر المعضلة في أحشاء الوجود، وأنت اللذة على شفتي زهرة برية، أنت مذاق العصف، ونسف العاديات ضبحا، وقصف الرغبة الجهنمية.