كل قرار يُتخذ في الاتحاد الآسيوي عليك أن تبحث في دهاليزه وأسراره لتكتشف خلفياته والنوايا الخفية التي صدر من أجلها.
فهم يقولون إنهم يريدون انتشار اللعبة في القارة، فقرروا زيادة عدد المنتخبات في بطولة الكبار.. ورغم ذلك شفروا المباريات واحتكروها لقناة واحدة وحرموها على المشاهد البسيط، فعن أي انتشار يبحثون؟! المضحك في الأمر أن أوروبا بثقلها الكروي التي تعتبر عاصمة اللعبة في العالم اتخذت قرار زيادة عدد المنتخبات إلى 24 في النسخة الماضية، بعد دراسة عميقة استمرت عشرين عاماً منذ أمم أوروبا 1996 في إنجلترا، ونحن بجرة قلم نزيد العدد، وكأننا في «عرس شعبي»، ليصل عدد المنتخبات المشاركة في أهم بطولة قارية إلى أكثر من نصف عدد الدول الأعضاء في الاتحاد!.. فهل تريدون بهذا القرار أن نصدق أن هذا لمصلحة اللعبة، أم لغايات أخرى هم يفهمونها تماماً!
ينشرون تقارير مالية بوصولهم إلى رقم كبير من الأرباح والكسب المادي ونجاح التسويق في زيادة الميزانية، ولكنهم في الوقت نفسه يبررون عدم الاستعانة بتقنية الفيديو للحكام، إلا مع انطلاقة دور الثمانية والحجة ببساطة لأنها مكلفة!.. أين ذهبت أرباحكم التي تفاخرون بها ليل نهار.. أم أنها للادخار في اليوم الأسود؟!
على طاري التحكيم.. من يعيد حق منتخب عُمان، ومن يتحمل خروجه في زمن التقنية والفيديو، ومن صاحب قرار الاستعانة بحكم مهزوز مثل الماليزي، عموماً أود أن أذكر الاتحاد الآسيوي الناجح والمتطور والذي يقيّم دورياتنا ومسابقاتنا بأننا في الإمارات نطبق تقنية «الفار» حتى في بعض مباريات الدرجة الأولى وليس المحترفين فقط!
الغرابة لم تتوقف عند هذا الحد.. فالموظفون التابعون للاتحاد الآسيوي جاؤوا إلى البطولة وتشعر وكأنهم يريدون أن يقولوا «لا» على شيء وأي شيء.. لدرجة أنهم يمنعون الصحفيين من تصوير الفيديو بكاميرات الموبايل، لا أعرف من أي زمن هم، وكيف أصبحوا منظمين وأصحاب قرار على الإعلاميين بهذه السطحية والعقلية، وكأنهم يقولون لهم لا تروجوا للحدث.. قمة التطور، وإذا حدث أن حاول أي زميل أن يتميز بطريقة ما تسحب بطاقته، ويمنع من التغطية، وكأنه قام بجريمة، لتشعر أنهم لم يأتوا للمساعدة، بل لنشر مرض يعانون منه اسمه «السيطرة»!
كلمة أخيرة
بيّاع، أبيع كل شيء وأي شيء والمقابل.. كرسي!