من حق بلدية أبوظبي علينا التهنئة والتقدير على هذا الإنجاز المهم باكتمال مشروع التقاطعات والتجميل في منطقة الزاهية في قلب عاصمتنا الحبيبة والتي تعد من أكثر مناطقها ديناميكية وحركة وكثافة سكانية، وبالذات تلك الواقعة أمام وحول «أبوظبي مول». كما نحيي صبر الجمهور والمترددين على المنطقة بعد أن طال انتظارهم تنفيذ المشروع لسنوات عديدة بسبب تغيير المقاول -كما قيل- لأكثر من مرة.
صورة الزاهية باتت زاهية بالتنفيذ الجميل الذي جاء وفق معايير راقية عالية وعالمية لا تجدها في العديد من العواصم العالمية الكبرى، وهي ثمرة رؤية قيادة تحرص على إسعاد المواطنين والمقيمين، ولجعل أبوظبي وسائر الإمارات من أفضل بلدان العالم قاطبة على المستويات والصعد كافة.
راعت اللمسات الجمالية في مشروع الزاهية المكتمل توزيعاً أكبر لمواقف السيارات وانسيابية الحركة المرورية وسلامة المشاة، ليس ذلك فحسب بل وحرصت على نشر مظلات لحماية العابرين خلال توقفهم عند الإشارات المخصصة، وهي ذات تشكيلات جمالية على شكل أشرعة السفن بما تمثله من حضور قوي في الذاكرة الشعبية والتاريخ البحري للآباء والأجداد.
هذه التجربة التي تحققت في الزاهية بحاجة للتعميم في مناطق مماثلة من العاصمة، وبالأخص الممرات الآمنة للمشاة والمظلات، ففي مناطق من المدينة لا توجد معابر آمنة ورسمية للمشاة الذين يواجهون في أماكن عدة ظاهرة خطيرة للغاية عندما يتوقف أحد سائقي المركبات لمشاة بينما يندفع سائق آخر على نفس الخط بسرعة غير مكترث لوجودهم مما يمثل مغامرة ذات مخاطر عالية عليهم. كذلك تفتقر محطات انتظار الحافلات في بعض المناطق أيضاً لعدم وجود مظلات تقي مستخدميها حرارة الشمس، حتى تلك النقاط المغلقة المكيفة على قلة أعدادها لم يراع مصمموها ارتفاع الطلب على خدمة الحافلات من قبل شريحة واسعة من سكان المدينة، فنراها وقد اكتظت خلال ساعات الذروة وفاضت بالمنتظرين.
تجربة المظلات الشراعية بحاجة للتوسع مع تزويدها بخاصية بث رذاذ التبريد خلال مواسم الصيف وارتفاع درجات الحرارة في الأماكن المكشوفة، وهي ليست مقتصرة على محطات انتظار الحافلات حتى في الساحات الخارجية للكثير من مساجدنا ومنها مسجد مقبرة بني ياس الذي يكتظ بالمشيعين، فيصلون بالخارج والشمس فوق الرؤوس مباشرة وبالذات بعد صلاتي الظهر والعصر.
نجدد الشكر لبلدية أبوظبي لجهودها في إبراز الوجه الجمالي والحضاري للمدينة، وبانتظار المزيد.