في نهاية الموسم الماضي، وفي الأسبوع الأخير من مسابقة دوري الخليج العربي للمحترفين، حدثت الواقعة وبالتحديد في 25 مايو من هذا العام، المباراة بين شباب الأهلي والفجيرة، وضربة جزاء محتسبة لفريق الفجيرة، وكاميرات التلفزيون تلتقط غمزة صدرت من ماجد ناصر حارس مرمى شباب الأهلي، تجاه البرازيلي فرناندو جابرييل لاعب الفجيرة، الذي قام بالتسديد، ولا ندري هل كانت الغمزة عفوية أو مقصودة؟ وهذا لا يعنينا، ولكن قام نادي الإمارات بتقديم شكوى إلى اتحاد الكرة للنظر في اللقطة.
وفي التاسع عشر من شهر يونيو، وبعد 24 يوماً و3 جلسات، قررت لجنة الانضباط رفض الشكوى المقدمة من نادي الإمارات، فبات من حقه التقدم بطعن للجنة الاستئناف ضد قرار الانضباط خلال أسبوع من تاريخ صدور القرار، وبعد فترة انتظار استمرت قرابة شهر آخر، حكمت لجنة الاستئناف بقبول طلب نادي الإمارات شكلاً ورفضه مضموناً، ليقرر نادي الإمارات الطعن على قرار الاستئناف أمام لجنة التمييز، وانتظر الجميع هذه المرة أكثر من 54 يوماً، وأمس الأول صدر القرار النهائي من التمييز بالقبول الشكلي لطعن نادي الإمارات والرفض موضوعاً، وإغلاق ملف القضية على المستوى المحلي.
وبغض النظر عن تفاصيل القضية، وحيثيات الحكم الصادر، يحق لنا أن نتساءل لماذا الإصرار دائماً على إطالة أمد هذه القضايا وعدم حسمها مبكراً، وفي مواعيد مناسبة ومعقولة؟ حتى أصبحنا نحول أي قضية بسيطة إلى كرة متدحرجة من الثلج تكبر مع مرور الزمن.
من يقنعنا أن هذه القضية كانت بحاجة إلى 4 أشهر حتى نصل إلى القرار النهائي، وخلال هذه المدة، أغلقت الأندية أبوابها وحصل اللاعبون على إجازاتهم، وسافر من سافر، وبقي من بقي، وأقيمت قرعة المسابقات بمختلف الدرجات، ومن ثم عادت الأندية إلى التجمع استعداداً للموسم الجديد، وغادرت الفرق إلى معسكراتها الخارجية وعادت، وخاضت أولى مبارياتها في كأس الخليج العربي، وها هي تستعد لتدشين الدوري هذا المساء.
ماذا لو كان الحكم مغايراً لما صدر؟ وكان لمصلحة نادي الإمارات؟ كيف كان اتحاد الكرة ولجنة المحترفين ستتصرف حينها؟ ثم ماذا لو صعد نادي الإمارات الآن الملف إلى محكمة «كاس» وحكمت لصالحه؟ أي متاهة ستصادفنا؟ وأي دوامة سندخل أنفسنا فيها؟ والكثير من التساؤلات لا نجد لها جواباً، وأهمها لماذا التريث وطول البال والتأني والصبر؟ وقضية مصيرية وحساسة كهذه هل كانت بحاجة إلى 4 أشهر؟ ولماذا التأخير والبطء في حسم الملفات القضائية؟ فحسب معلوماتي المتواضعة أن القانون لا يحصل على إجازة صيفية.