نعم منذ حضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لمباراة «الأبيض» الإماراتي وقيرغيزستان، والمعنويات بين اللاعبين والجماهير، وصلت إلى ذروتها، ورغم البداية البطيئة للمنتخب، ورغم كل الملاحظات التي وضعها النقاد والخبراء حول خطط الإيطالي زاكيروني، التي لم تعجب الغالبية، إلا أن «الأبيض» سار بخطوات ثابتة نحو مواجهة أستراليا حاملة اللقب، والتي قلت عنها بعد خسارتها من الأردن، إنها ليست نفس أستراليا التي نعرفها، خاصة بدون تيم كاهل وجيديناك، وعندما لعبت أمام سوريا، تأكدت أنها منتخب يشبهنا، لا بل لعبهم أبطأ منا، رغم تخمة المحترفين في الدوريات الألمانية والإنجليزية والاسكتلندية والقبرصية والسعودية والنرويجية واليابانية والصينية والنيوزيلندية.
نعم يستحق «الأبيض» وجماهيره التهنئة، على إنجاز لم يكن في الحسبان، مع انطلاق البطولة، وتأكد البعض من عدم حدوثه، بعد التعادل في الافتتاح أمام البحرين، وطالب الكثيرون بإقالة زاكيروني، ولكن القيادة الرشيدة في البلاد آمنت بأبنائها، ومنحت الثقة لهم ولمدربهم، فكان الحصاد بطاقة الدور نصف نهائي، ومن البوابة الأسترالية، وسط فرحة والتفاف جماهيري حول المنتخب الذي أثبت أنه قادر، حتى لو سار ببطء، أن يصل إلى أماكن لم تكن متوقعة، وأتذكر أنني التقيت بمعالي اللواء محمد خلفان الرميثي رئيس الهيئة العامة للرياضة، نائب رئيس اللجنة المنظمة لكأس آسيا، قبل أسبوع من انطلاق البطولة، وسألته عن مشاعره وتصوره للمنتخب فقال لي بالحرف «زين أنه ليس مرشحاً»، كي يلعب بعيداً عن الضغوط، ورغم أن البعض قد لا تعجبه طريقة زاكيروني، ولكننا يجب أن نقف الآن مع «الأبيض» بدون تحفظات، وبدون الدخول في أمور قد تشوش عليه، فخلال البطولات المطلوب هو المؤازرة، لأن فتح الملفات يكون بعد البطولات وليس خلالها، والآن لا أعتقد أن زاكيروني سيكون في موقف الدفاع عن النفس، بل سيكون في موقف المرتاح والواثق، بعد أن حقق ما عجزت عنه التسعة منتخبات العربية الأخرى التي خرجت مبكراً الواحد تلو الآخر، ليبقى هو في الصراع على اللقب، لأننا من الآن حجزنا مقعداً عربياً في النهائي.
ألف مليون مبروك للإمارات قيادة وحكومة وشعباً ومواطنين ومقيمين هذا الفوز الكبير وقدام يا «الأبيض».