في يوم الوفاء للأبطال، تحيي الإمارات اليوم ذكرى شهدائها الأبرار الذين سطروا بدمائهم الزكية أروع معاني البطولات والتضحيات، لتظل راية الإمارات خفاقة في ذرى الأمجاد وميادين الشرف والواجب.
ففي الثلاثين من نوفمبر1971 قدم أول شهيد إماراتي الشرطي سالم سهيل خميس الدهماني روحه، فداء للوطن على تراب جزيرة طنب الكبرى الطاهر بينما كان ورفاقه يتصدون بإمكانياتهم البسيطة حينذاك للقوات الشاهنشاهية الإيرانية، وهي تتقدم للاستيلاء على الجزيرة وجزيرتي طنب الصغرى وأبوموسى.
اليوم وبعد أكثر من 47 عاماً من ذلك التاريخ، يواصل جيل البطولات والأمجاد الإماراتية التصدي بكل يقظة وجسارة لكل من يحاول النيل من منجزات ومكتسبات الوطن حاملين أرواحهم على أكفهم.
لقد حرصت قيادتنا الرشيدة ومن حولها أبناء الإمارات على جعل هذا اليوم التاريخي مناسبة لتخليد ذكرى شهدائنا الأبطال، والتعبير عن الفخر والاعتزاز ببطولاتهم وتضحياتهم الجليلة لإعلاء راية الإمارات ورسالتها من أجل الخير والسلام.
إن هذا الالتفاف الوطني الذي يتجلى في مختلف المناسبات والأيام الوطنية، يمثل صورة من صور الانتماء والولاء للقيادة والتأكيد على الالتصاق والالتزام بالنهج الذي رسمه الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وصاغ بها الملامح التي تتفرد بها الشخصية الإماراتية من حب للوطن والتفاني لرفعته والتضحية لأجله والذود عنه، ليظل شامخاً ورايته خفاقة عالية، والعمل مع الجميع لخير الجميع من دون تفرقة أو تمييز، تلك كانت الرسالة والنهج الذي جعل اليوم منارة ساطعة للخير والمحبة والسلام بسواعد أبنائها الأوفياء وتضحيات شهدائها البررة.
وفي يوم الوفاء العظيم، ونحن نترحم على أرواح شهداء الإمارات، نوجه تحايا الامتنان والتقدير لآبائهم وأمهاتهم وأبنائهم وبناتهم وذويهم، مؤكدين هذا الترابط الأسري ومشاعر الأسرة الواحدة الذي يجمع كل أبناء الإمارات تحت سقف «البيت المتوحد»، محيين الدور الاستثنائي لمكتب أسر الشهداء بديوان ولي عهد أبوظبي، وهو يترجم رؤية القيادة الرشيدة في متابعة أمور أُسر، يرى كل إماراتي أنها أسرته، ويتسابق الجميع للتعبير عن العرفان والامتنان والوفاء لتضحيات أبنائهم في صور رائعة للتلاحم الوطني الذي يميز مجتمع الإمارات.
وفي يوم الوفاء العظيم للأبطال، تحية إجلال وتقدير لأبطال قواتنا المسلحة المرابطين في ميادين الشرف والواجب، الساهرون على حياض الوطن.
رحم الله شهداء الوطن، والمجد والخلود لأرواحهم الطاهرة، حفظ الله الإمارات «دوم شامخ علمها».