زايد.. الشمسُ التي شقّت عتمة الجهل وسرى نورها فجراً يغسل القلوب ويعمّر الأرض بالمعاني السامية. زايد الذي فلق صخرة العناد وفجّر من تحتها نبع التسامح وارتقى قمراً في أحلامنا الزاهية. كبرنا تحت ظلاله رجالاً نلبّي نداء المعرفة، ونشيّدُ صرحها وطناً هو اليوم أرض الباحثين عن المحبة. وركن التجلّي لكل عقلٍ مستنير.
زايد.. القلب الذي أوسع من مدى الصحراء، ورؤاهُ أبعدُ من زرقة بحرنا. اتخذناهُ حضناً حتى كبرت على لساننا كلمات الفخر. ورأينا صغارنا وشبابنا يمتطون جبل العزيمة، ونشيدهم يبجّل هذه الحياة لأنهم أبناء زايد الذي حرث الأرض وسخّر نهرها ليروي معاني الكرامة والطيبة والنبل. ومن سيرة زايد، تُروى كل يوم غيمة الأمل ويهلُّ مطرها عذباً على رؤوس الذاهبين إلى الغد المستحيل. ونحن، في كل يوم، ننحت سيرة زايد على جدار الزمن. نقولُ للآتين ها هو رمزنا حيٌّ، وسيظل ينبضُ في قلوبنا كلما ذهبنا في خطوة الحب. هنا على أرض زايد ارتفعت أشجار الصداقة غصناً بغصن، وصار العناقُ أغنية يرتفع صداها في صباحات هذا الوطن الجميل.
زايد.. الكلمة التي أشرق صدقها حتى تكحّلت بها عين الحقيقة. هو الذي حفر في جبين التاريخ سيرة الوضوح في القول والفعل والتوجه والرؤى. النبتة الخيّرة التي زرعها زايد في أرض الإمارات، أورثتنا صفة الانفتاح على السماحة واحترام الآخرين من كل البشر. وبراعم الحب التي سقاها زايد في ربوع ترابنا العربي، أينعت اليوم وأزهرت بورود الأمل في وجدان آلاف الشباب الجدد المتطلعين إلى غدٍ بهيج. نرى ذلك كله في مبادرات التعليم والقراءة والصحة والتميز والابتكار والتنوير والثقافة والفنون التي ترويها الإمارات ويعم خيرها على كل العرب. هو النهج نفسه الذي رسمه زايد وصار اليوم درباً للملايين من عشّاق التفوّق والتطلّع لمستقبلٍ ناصعٍ وجميل.
زايد.. هو القصيدة التي يبتلُّ بها ورق الندى كلما غرّد طائر الصبح ورفرف بجناحيه في خيالٍ بعيد. وزايد هو كتاب الصحراء وقاموس معانيها في الصبر والجلادة والعزيمة والفخر. وزايد هو البلاد التي لا الفضاء يحدُّ طموحها ولا الزمان يشبع من سرد سيرتها والتغني بمجدها وعظيم قوافيها.
وهو زايد الذي سنظل نكتب اسمه نبضاً في قلوب أبنائنا وأجيالنا. وباسمه أيضاً نكشُّ الظلام ونرفع في سماء الوجود نور أيامنا المقبلة.